في إطار التفاعل الشعبي الواسع مع قرار الحكومة القاضي بمنع صلاة العشاء والصبح والتراويح، والمطالب الجماهيرية الكبيرة للسماح بإقامة الشعائر الدينية، تساءل كثير من المتتبعين عن دور بعض الأحزاب السياسية فيما يجري أمام أعينها.
حيث أن حزب العدالة والتنمية، مثلا، الذي يعلن أن مرجعيته إسلامية، خرج على موقعه الرسمي وأعلن أن الأصل في صلاة التراويح هو أن تقام بطريقة فردية، وحذر من “دغدغة مشاعر المؤمنين بادعاء أن الدولة والحكومة بقرار الإغلاق الليلي، تحارب دين المغاربة وتعتبره هو الحائط القصير بحرمانهم من صلاة العشاء وصلاة التراويح” ومن “الاستغلال السياسوي لقضية في غاية الحساسية بالنسبة للمغاربة”.
وفي هذا الصدد صرح الدكتور إدريس الكنبوري للسبيل أنه “من خلال تتبع مسار مشاركة حزب العدالة والتنمية في السلطة نلاحظ أن الدين لديه ليس أولوية، وهذه مفارقة، لأن الدين لدى الإسلاميين يتصدر الواجهة في مرحلة المعارضة البرلمانية والسياسية لكنه يغيب عند التدبير الحكومي”.
وأضاف المحلل السياسي المغربي “الحزب بالطبع يرد هذا الأمر إلى مسؤولية إمارة المؤمنين الحصرية على الدين وأن الدين ليس من صلاحياته، ولكنه يستمر في ربط نفسه بالحركة الإسلامية وتاريخها بينما هو تخلى عن كل ما يربطه بالحركة الإسلامية”.
وأضاف المفكر المغربي “مع مواقع التواصل الاجتماعي واتساع مجال التعبير عند المجتمع نلاحظ أن الدين يعود إلى مكانه الطبيعي وهو المجتمع ويتقلص مجال احتكار الدين، سواء من طرف الدولة أو من طرف الإسلاميين. لقد قلت هذا في كتابي “الإسلاميون بين الدين والسلطة” الذي صدر عام 2013 حين كتبت خاتمة تحت عنوان “من الإسلاميين إلى الإسلام” قلت فيها بوضوح إن ظاهرة الإسلام السياسي ستنتهي لكي ينتصر الإسلام”.
وختم الكنبوري تصريحه بأن “ما نراه اليوم يرتسم أمامنا تدريجيا. حيث نلاحظ أن المواطنين العاديين هم الذين يحتجون مثلا ضد إغلاق المساجد أو منع صلاة التراويح، بينما تقف الحركة الإسلامية متفرجة”.