توصلت جريدة السبيل قبل يوم من إصدارها لهذا العدد الجديد بنسخة من شكاية تقدم بها السيد مصطفى الحسناوي لدى وكيل الملك بابتدائية الرباط، طالبا تحريك دعوى عمومية ضد مجلة “نيشان”..
وقد سجلت هذه الدعوى بتاريخ وصل: 14/05/09 ورقم تسجيل: 10 صحافة 09.
وبخصوص الأسباب التي دفعت السيد مصطفى الحسناوي إلى مقاضاة المجلة ما جاء في نص الدعوى من أن هذه المجلة لا تتوانى في مس المقدسات حيث تقول الشكاية: “فبالإضافة لتهكمها، وسخريتها من الذات الإلهية، وشخص الرسول الكريم، والملائكة المقربين، ودين وعقيدة ومشاعر المسلمين، وثقافة وتقاليد المغاربة، وما سبق من أحداث توقيفها ومتابعتها قضائيا، بخصوص الإخلال بالاحترام الواجب للملك”.
واستمر متهما المجلة بأنها تعلن حربا عن قيم المغاربة ودينهم، وهو ما عبر عنه بقوله: “تأبى مجلة نيشان إلا الاستمرار في حربها على المغاربة، من خلال الاستهزاء بدينهم وعقيدتهم، والتهكم من أخلاقهم وقيمهم، وإشاعة الفوضى بينهم، عن طريق زعزعة ثوابتهم ومقوماتهم، بما تمارسه من عنف وإرهاب واستفزاز، واستماتة في فرض نموذج للحياة، تأبى حتى السوائم قبوله، لدناءته وانحطاطه”.
كما بين تشبت المجلة بالنموذج العلماني وموقفه من الدعوة إلى الإباحية الجنسية، مشيرا إلى العدد 199 الذي يتحدث ملفه عن الانفجار الجنسي لدى المغاربة، حيث قال: “ولم نر في علمانيات الدنيا، علمانية بهيمية متوحشة، استبدادية مقرفة، مثل هذا النموذج المرعب والمنحط، الذي تروج له مجلة نيشان، اللسان السليط لطغمة العلمانيين المتربصين بأمن المغاربة ودينهم. فلقد عودتنا هذه المجلة منذ خرجت إلى النور لتحيله إلى ظلام، على نشر مواضيع وصور مخلة بالحياء والحشمة، مستهزئة بالدين والفضيلة، وكانت آخر خرجاتها ملفا عن الجنس عند المغاربة، خارج إطاره الشرعي، مسوغة له بل داعية إليه، على امتداد ثماني صفحات، مرفقة له بعشر صور خليعة ساقطة ماجنة داعرة، كتبت عليها، (خاص)، فَرَحا بعارها وشنارها، وكأنها حققت سبقا أو أحرزت نصرا”.
وفي تصريح منه على تحدي مجلة “نيشان” لكل القيم والأحكام التشريعات والقوانين في المغرب، ذكر ذلك قائلا: “والمجلة بجريرتها وجريمتها، ضربت بعرض الحائط دين الإسلام، وآي القرآن، وأوامر نبينا العدنان، التي تحذر من المجاهرة بالفاحشة والدعوة إليها، وما يترتب عليها من عقاب. وأيضا أقوال وتوجيهات وفتاوى أئمتنا الكرام وعلمائنا الأعلام من المالكية وغيرهم”.
وفي الأخير بيّن السيد الحسناوي في شكايته أسباب رفعه لهذه الدعوى قائلا: “يشرفني السيد وكيل الملك أن أتقدم بشكايتي هاته قصد تحريك الدعوى العمومية ضد مسؤولي مجلة نيشان, وذلك للاعتبارات التالية:
– المس بالدين الإسلامي ومخالفة قطعياته والاستهزاء بها.
– المس بمشاعر وتقاليد وأخلاق المغاربة.
– نشر وتوزيع منشورات منافية للأخلاق والآداب.
– مخالفة الفصول والمواد القانونية التالية:
– الفصل السادس من الدستور.
– أزيد من عشر مواد قانونية، من المادة 483 إلى المادة 504 من القانون الجنائي.
– والفصل الأول من الباب الأول من قانون الصحافة والنشر.
– والفصل 41 من القسم الثاني المتعلق بالجنح المرتكبة ضد الشؤون العامة.
– والفصل 59 من القسم السادس المتعلق بانتهاك حرمة الآداب العامة.
– والفصل 65 من القسم السابع المتعلق بالنشرات المتنافية مع الأخلاق العامة.
– والفصول 61 و 66. أيضا من قانون الصحافة والنشر”.
نتمنى أن تكون هذه الشكاية وما يمكن أن تحدثه من نقاش بداية تصحيح مسار الصحافة الوطنية التي تعرف انحرافا كبيرا على مستوى ما تنشره من مخالفات شرعية، بدعوى حرية الإعلام والصحافة، وإن كنا نرى أن جرأة بعض الأقلام العلمانية يشكل بالفعل خطرا على مستقبل وأمن البلاد لأنه يستفز كل مشاعر السخط والغضب لدى المواطنين الذين يحسون أن بعض المنابر الإعلامية العلمانية تحارب دينهم وقيمهم، فمتى توضع الضوابط لكبح العبث العلماني المروج للفساد الأخلاقي والعقدي في مجتمعنا المغربي المسلم.