أوجه التشابه بين العقيدة الشيعية والعقيدة اليهودية عبد اللطيف أبو أمل

كثيرة هي أوجه التشابه بين العقيدتين، وهذا طبيعي ما دامت العقيدة الشيعية مستنسخة من نظيرتها اليهودية، ومن كثرة أوجه التشابه لا يمكن حصرها في صفحاتنا اليتيمة هاته، لكن لابد من ذكر بعضها لإتمام ما بدأناه من إثبات العلاقة بين العقيدتين وأتباعهما، وليس صعبا على الباحث المجد استنباط ما في أمهات الكتب من أدلة على أن العقيدة الشيعية ليست إلا وليدة غير شرعية لأمها اليهودية من أبيها عبد الله بن سبأ.

1. تشابه العقيدتين في ما يتعلق بالوصاية

يمكن اعتبار الوصاية عماد العقيدة الشيعية لسببين أولهما أنها أول ما ابتدعه اليهودي عبد الله بن سبأ لتحريف الدين الإسلامي، وثانيهما أن الشيعة يؤمنون بتكفير كل من ينكرها، وهي في الحقيقة عقيدة يهودية صرفة لا علاقة لها بالإسلام من قريب ولا من بعيد.
جاء في سفر العدد من كتاب اليهود المقدس: (فكلم الرب موسى قائلا: ليوكل الرب إله أرواح جميع البشر رجلا على الجماعة، يخرج أمامهم، ويدخل أمامهم ويخرجهم ويدخلهم لكيلا تكون جماعة الرب كالغنم التي لا راعي لها، فقال الرب لموسى: خذ يوشع بن نون رجلا فيه روح، وضع يدك عليه، وأوقفه قدام العازار الكاهن، وقدام كل الجماعة، وأوصه أمام أعينهم… ففعل موسى كما أمره الرب، أخذ يوشع وأوقفه قدام العازار الكاهن وقدام كل الجماعة، ووضع يده عليه وأوصاه كما تكلم الرب عن يد موسى).
وعند الشيعة، أورد الصفار في كتابه (بصائر الدرجات) بابا كاملا في هذا المعنى، عنون له بقوله (باب إن الأرض لا تبقى بغير إمام ولو بقيت لساخت) ومما أورد فيه من الروايات، ما رواه عن أبي جعفر قال: (لو أن الإمام رفع من الأرض ساعة، لساخت بأهلها كما يموج البحر بأهله).
والوصي في العقيدتين لا يملك الحق في تعيينه إلا الله تعالى، ولم يملك أي من الأنبياء أو الرسل الحق في تعيين أوصيائهم، وترفع العقيدتان من أمر الوصي إلى مقام النبوة والرسالة، ولا فرق عندهم بين النبي والرسول والوصي، مما يجعل مناجاة الله للوصي على زعمهم أمرا محتوما لا شك فيه ولا مراء.
(قال الرب لموسى هو ذا أيامك قد قربت لكي تموت، أدع يوشع وقِفَا في خيمة الاجتماع لكي أوصيه، فانطلق موسى ويوشع ووقفا في الخيمة، فتراءى الرب في الخيمة في عمود السحاب، ووقف عمود السحاب على باب الخيمة: وقال الرب لموسى: ها أنت ترقد مع آبائك.. وأوصِ يوشع بن نون، وأنا أكون معك).
وعند الشيعة، ذكر في كتاب بصائر الدرجات: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: “عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء مائة وعشرين مرة، ما من مرة إلا وقد أوصى الله النبي صلى الله عليه وسلم بولاية علي والأئمة من بعده، أكثر مما أوصاه بالفرائض).

2. تشابه العقيدتين في نسبتهما البداء لله تعالى
والبداء في اللغة له معنيان هما: الظهور والانكشاف، يقال بَدَا: بدْوَا وبُدُوّاً وبداءً وبداءَةً وبُدُواً: ظهر وأبديته، وبداءة الشيء: أول ما يبدو منه: وبادي الرأي ظاهره. والمعنى الثاني هو نشأة رأي جديد، قال صاحب القاموس المحيط : بدا له في الأمر بدواً وبداءً وبداة نشأ له فيه رأي، والمعنيان مذكوران في القرآن، فالأول ذكر في قول الله تعالى: (وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ) (البقرة:284)، والثاني مذكور في قوله تعالى: (ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ) (يوسف:35)، والمعنيان لا يجوز أن ينسبا لله لأنهما يستلزمان سبق الجهل وحدوث العلم، وكلاهما محال على الله تعالى ومع ذلك اتخذه الشيعة ومن قبلهم اليهود عقيدة.
جاء في الفصل السادس )ص:12( من سفر التكوين بالتوراة: (ورأى الرب أن شر الناس قد كثر على الأرض وأن كل تصور أفكار قلوبهم إنما هو شر في جميع الأيام، فندم الرب أنه عمل الإنسان على الأرض وتأسف في قلبه، فقال الرب أمح الإنسان الذي خلقت من وجه الأرض مع البهائم والدبابات وطير السماء لأني ندمت على خلقي لهم).
وعند الشيعة، روي عن أبي عبد الله أنه قال: (ما عُبد الله بشيء مثل البداء)، ويمكن للباحث في ثنايا كتاب الكافي للكليني في المجلد الأول من الصفحة 146 إلى 149 (كتاب التوحيد: باب البداء)، أن يجد ما يكشف إيمان الشيعة بهذه العقيدة الفاسدة اليهودية الأصل، التي لا يخفى فيها اتفاق العقيدتين على الطعن في الله أوالإساءة إليه، تعالى سبحانه عن ذلك علوا كبيرا.

3. تشابه اليهود والشيعة في تكفير مخالفيهم
يعتبر اليهود أنفسهم سادة العالم، وأشرافه، ومؤمنيه، وأبناء الله الذين خلقت لهم الجنة، ولغيرهم جهنم والجحيم، وهذا مما لا يخفى على أحد من عوام الأمة فضلا عن مثقفيها وعلمائها، لكن لا بد لنا من ذكر بعض أدلة ذلك لمقارنتها مع اعتقاد الشيعة في مخالفيهم من أهل الذمة والكتاب، بل وحتى من أهل القبلة من السنة الذين لا ينفكون ينعتونهم بالنواصب اتهاما لهم بعداء أهل البيت رضي الله عنهم أجمعين، والله وملائكته ورسله وأنبياءه والمنصفون من بني البشر يشهدون ببطلان اتهامهم هذا وبراءة أهل السنة والجماعة منه.
جاء في التلمود )ص:100(: (كل الشعوب ما عدا اليهود وثنيون).
وفي )الصفحة:99(: (إن المسيح كان ساحرا ووثنيا، فينتج أن المسيحيين وثنيون أيضا مثله).
وفي )الصفحة:67(: (النعيم مأوى أرواح اليهود ولا يدخل الجنة إلا اليهود، أما الجحيم فمأوى الكفار من المسيحيين والمسلمين ولا نصيب لهم فيها سوى البكاء لما فيها من الظلام والعفونة).
ونجد مثل ما سبق من تكفير للمخالفين عند اليهود في كتب الشيعة ومراجعهم المعتبرة عندهم، فنجد في كتاب المحاسن للبرقي )ص:147(: (عن أبي عبد الله رضي الله عنه أنه قال: ما أحد على ملة إبراهيم إلا نحن وشيعتنا وسائر الناس منها براء).
وفي كتاب الروضة من الكافي (8/145(: (عن علي بن الحسين قال: ليس على فطرة الإسلام غيرنا وغير شيعتنا وسائر الناس من ذلك براء).
ويستلزم تكفير المخالفين عند الشيعة، استباحة أموالهم ودمائهم وأعراضهم، والتاريخ الحديث وقبله القديم يشهدان على دور الرافضة في إراقة دماء المسلمين من أهل السنة والجماعة.
وقد روى إمامهم المجلسي في كتابه بحار الأنوار عن ابن فرقد أنه قال: (قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في قتل الناصب؟ )السني)، قال: حلال الدم. أتقي عليك فإن قدرت أن تقلب عليه حائطا أو تغرقه في ماء لكي لا يشهد به عليك فافعل، قلت: فما ترى في ماله؟ قال: توه ما قدرت عليه).

4. أوجه تشابه أخرى بين العقيدتين
إن التفصيل في أوجه التشابه بين العقيدتين اليهودية والشيعية مما تعجز عن ضمه المجلدات والكتب من كثرتها وصعوبة حصرها، ولضيق المقام نجمل بعضها دون تفصيل، ومَراجع القوم قبل صحاح السنة وكتبها المعتبرة تشهد عليهم، وللباحث المجدّ أن يجد ما يروي ظمأه ويشفي غليله من تفصيل لهذه النقاط في كتبهم وكتبنا.

• حصر اليهود الملك في آل داود وحصر الشيعة الإمامة في ولد الحسين.
• بناء هيكل سليمان عند اليهود وحمل سلاح الرسول صلى الله عليه وسلم عند الشيعة.
• حصر اليهود والشيعة لأسباطهم الإثني عشر وأئمتهم الإثني عشر.
• غلو اليهود والشيعة في الأنبياء والأوصياء.
• جعل أسماء الأنبياء والأوصياء كأسماء الله تعالى.
• ادعاء اليهود لأنبيائهم وأوصيائهم علم الغيب وكذا الشيعة.
• إحياء الموتى عند اليهود والشيعة.
• أوصياء اليهود والشيعة يحكمون بين الخلق في الدنيا والآخرة.
• خذلان اليهود والشيعة رؤساءهم وأئمتهم.
• تحريم الربا بين اليهود وتحليله مع غيرهم، وكذلك تحريمه بين الشيعة وتحليله مع غيرهم.
• التشابه بين عقيدة المسيح الذي ينتظره اليهود، وعقيدة مهدي الشيعة المنتظر…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *