استبعد مقال نشره مركز “جلوبال ريسيرش” الكندي لأبحاث العولمة مؤخرا نجاح الولايات المتحدة في تحقيق نصر بأفغانستان رغم القرار الأخير للرئيس الأمريكي “باراك أوباما” بتعزيز قواته هناك بآلاف الجنود، ورأى أن مصير الأمريكان في أفغانستان سيكون أسوأ من مصيرهم في فيتنام.
وفي المقال الذي حمل عنوان: (أفغانستان: من السيئ إلى الأسوأ) رأى “سينج ساوراج”، وهو رئيس شبكة واشنطن لحقوق الإنسان ورئيس إئتلاف واشنطن للعدالة الاجتماعية، أن “الوضع يتدهور بسرعة في أفغانستان”.
واستعرض الكاتب في مقاله بعض جوانب هذا التدهور، قائلا: “لقد فقد آلاف المدنيين والعسكريين الأفغان وقوات حلف الناتو أرواحهم وكانت حصلية الضحايا في عام 2009 الأعلى من بدء الحرب قبل نحو 8 سنوات”.
وأضاف أن “كثيرا من الأفغان يشعرون الآن بأن الأوضاع في بلدهم أقل أمنا واستقرارا رغم ارتفاع أعداد القوات الأجنبية المتواجدة في بلدهم من 16.000 في بداية الحرب إلى نحو 100.000 حاليا”.
ورأى ساوراج أن حكومة كرازي فقدت السيطرة على أغلب أنحاء البلاد واقتصرت سيطرتها حاليا على العاصمة كابول ورغم ذلك لم تهنأ كابول بالأمن؛ حيث تتعرض لهجمات منتظمة”.
وأشار إلى أن “السلطات الأفغانية لم تعد قادرة على توفير معظم الخدمات الأساسية للعاصمة بعد أن زاد عدد سكانها بأكثر من ثلاث مرات؛ جراء توافد اللاجئين عليها من جميع أنحاء البلاد”.
“لن يُجدي نفعا”
بعد ذلك تطرق الكاتب إلى القرار الأخير للرئيس أوباما بإرسال 30.000 جندي إضافي إلى أفغانستان، وتساءل مستنكرا: “إذا كانت زيادة أعداد القوات من 16.000 إلى 100.000 لم تجدي نفعا، فهل يمكن استعادة السيطرة على الأوضاع في هذا البلد بإرسال 30.000 جندي إضافي؟”.
وأجاب بثقة: “لا شك أن عددا يفوق القوات الموجودة حاليا في أفغانستان بعدة أضعاف يعد مطلوبا لتوفير فرصة واقعية للسيطرة على الأوضاع في هذا البلد، ومع ذلك لا يوجد ضمان لتحقيق الهدف المنشود”.
ورأى رئيس شبكة واشنطن لحقوق الإنسان أن “الأوضاع في أفغانستان ليست منعزلة عن الأوضاع في بقية أنحاء العالم”، معتبرا أن “الأزمة في الدول الغربية ليست مجرد أزمة اقتصادية لكنها أزمة عالمية أثرت على مختلف نواحي الحياة ومن ذلك فقدان الغرب لروح القتال”.
وأعرب عن اعتقاده بأن “العامل البشري في نهاية المطاف هو الذي ينتصر في الحرب وليس العتاد الحربي أو أعداد الجنود وهذا يعني أن روح القتال هي التي تقرر نتيجة الحرب وهذا هو السبب الرئيس في عدم قدرة الغرب على الفوز بأي حرب كبرى بعد الحرب العالمية الثانية”.
وأضاف: “عندما ننظر إلى الأوضاع في أفغانستان وباكستان والعراق وإيران والصومال واليمن سنجد واضحا للعيان أن الأصوليين الإسلاميين المعادين للغرب يحققون المزيد من النفوذ”.
ورأى أن هناك “اتجاها متزايدا لمشاعر الكراهية للغرب بين سكان كثير من البلدان الإسلامية وأن السكان في أفغانستان خاب أملهم في الغرب والعناصر الموالية له في بلدهم”.
نتيجة حتمية
وفي ختام المقال خلص الكاتب إلى نتيجة حتمية لكل المعطيات السابقة قائلا: “أشعر أن نتائج الحرب في أفغانستان ستكون على غرار حرب فيتنام، فالغرب لن يحقق نصرا في هذه الحرب”، مشيرا إلى أن “الروس سبق أن حذروا الأمريكان من التورط في أفغانستان، لكن الأمريكان لم ينصتوا جيدا لهذا التحذير”.
وأضاف: “كل المعطيات تشير إلى أن تجربة الأمريكان في أفغانستان ستكون مثل تجربة الروس في هذا البلد، بل سيكون مصير أمريكا في هذا البلد أسوأ بكثير؛ لأن روسيا كانت تقاتل في أفغانستان فقط، في حين تقاتل أمريكا إلى جانب أفغانستان في العراق وإيران وباكستان والصومال واليمن”.