الخطيـب مصطفى بن محمد متكل

 

حمــد الـهـداة لَســانة الخــطيـب *** وأغـرى القومَ بــراعـة الأديـــب
وحـار الـعـقـل مــن ذا تــعــجـبا *** والعقل يَحار بالأمـر العــجيــب
وقيل هـــذا قـــس فــي زمــانــنا *** أزاح عــي الرهط ذي التـشغيـب
يطوي عبـــاب الحديــث بــيســر *** ويـبــريه هـــونا بــــــلا تنكــيــب
يُجــليــه فـــردا إن جــاء فــــردا *** ويبنــيه جمـــعا وفــي التركيــــب
في كــل فـــن فــي كــــــل عــلـم *** فـي كـل فـــــصــل فــي كـــل بـاب
أجاز في الـنحو زيـــدا وعمـروا *** وأرسى معاني الــضاد بالــتشذيب
أحـــاط ابن معــطي وابـن مـالك *** وقـــطر النـدى ومــــغـني اللبــيـب
وسـيــق الــعروض لـه اقتـــيـادا *** وكم جارى في النـــظم مـن أديـــب
موج الهــجا وفــي المـدح بحــر *** وفي الرثا فيض وفــــــي النـسيــب
وفــي الفـقـــه قـــيل لـه اختــتام *** للخـليـل و التمهـــيد والتـــــهذيـب
وزاد البعـــض أن لــه اعـتبــــار *** فـي الرجال والتاريخ والــــغريــب
فـفي البـــــدء قـــيل لــه اقتـــدار *** عـلى التهذيب والتقريب والتـرتيــب
وفي الثــاني قـيــل لــه اشتــراك *** في الـنفح والـبداية والـــــخطيــب
بل له علـــى الخطــــــيب انتقــاد *** مــفـــاد من التــأنــيب والترحــيب
وفــي الأخــرى قيـل لــه اطــلاع *** أبـــــــاد شرح الغريــــب بالأريــب
قلــت أيــن ذا قـــد عـــز له مثـال *** أنعـــم بــه من خـــــريــــث نجــيب
تشد له الرحال إن كـــــــان حيــا *** وإن ميـــتا يـــــزار علـى القـلــيـب
قالــــوا خطيب الحمراء مشتــهر *** بــــجامــع الـحي ليـس بالجـــنيــب
عــلـيــك بـه إن رمـــت عـــلــما *** غـــــدا جـــمعـــة تـفــــز بالنـصـيب
فتاقت نفــس الــضعيف اشتيـاقا *** وحــنــت ظلوع للجمــع والخطيـب
فغسلت صبــحا والغــــسل شرع *** مــع لبـــس بيض ومـس طــيـب
وبــكرت عـــــلي أفـــوز بـبدنـة *** أو دونهــا إن كــان فـي النصيب
ويمّــمت أوائــل الصــف قصــدا *** وخـتمـت آي الــكهف بـالـتحزيب
دخل الــخطيــــب طـــورا بلـهف *** بـحـال كــريـب ووجـــه كئـــيــب
يـــــــد تخــنق الأورا ق بـعنــف *** وأخـــرى تـــزمّ رأس القـــضيب
قلــت عـــن جهـــنم اليوم حديث *** حـال الخـطيــب يـومي بالترهيب
أوعــن جنة الــفردوس احـتمال *** يغــري ســعاة الخيــر بالترغيب
أو كــيف يؤوب العبد من ذنوب *** أو كــيــف ينـال للــعــبد المــنـيب
فقــال الــخطــيب بــعد افتــتــاح *** بـالحـــمـد والثنــاء كالمــــجــيب

وبعدُ قالــــها والــــريق يخــنقه *** مــــن هـــول أو من شد الـــصعاب
قلــت ما بـــال الصـمت يشرقـه *** هــمّ الخــــطـــيبَ هــول ُالـــمصـــاب
أتــرى الــقدس طـار بها يهــود *** أم آنــت شمــس الـدين بالــــمغيب
أم زاد أهــلَ الــعــراق اختنــاقـا *** عجــولُ الغــرب وأهــل الصــليـــب
يـاويــحي هل غــاب الـيوم نجم *** نـنـعى فيــه بالــخسر والتـــتــبيـب
فاستـــجمع الخطــــيب كل أيــد *** وصــاح عــال بـــصوت لــهــــيــب
وبعد: فــإن الــملــح خــير زاد *** ذخــر الفــتى فــي الـــيوم العـصيب
ففيــه يــود وفــي الـيـود خيــر *** كــذا قــال أهــل الــعلــم والـتنقيب
ســل طبــيب الـحي يفدك علما *** ولا ينــبؤك فــي ذا مــثل الـطبــيب
وجــرب إن كنــــت ذا شــكوك *** وقــد قيــل الــحـق فـي التــجريـــب
لا تــبخل علــى الطعام بملــح *** إن المــلـح عــوارس الأنـــجــــــاب
نعـــوذ بالله مـــــن شـــر قــوم *** ولّــــوا عـــن الملـــــح بالأعـــــقاب
بـــدعة الديــــن ليس لها أصول *** أيـــن دلـــــيــل الـتــرك والتــغييــب
ودعا لأهل الــملح بــعد اختــتام *** بالنصــر والـتمـــكيــن والــتغلـــيب
اللهم ادم نــعمة المـــلح دهـــرا *** عــليــنا ولا تـــحرمنا فــي الــقريب
فلا عشـــت ولا عاش الكلام إن *** كـان الــعطــار صــنــو الـــخطيــب
ولا كــنت إن كان المــنبر يوما *** ســفر الثــريد و صحـــن الزبـيــب

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *