“بغينا خبزة وكوميرة آش نديرو بشاكيرا”.
“فلوس الشعب فين مشات فموازين والحفلات”.
كان هذان الشعاران أبرز الشعارات التي رفعها المحتجون الذين خرجوا في مسيرات 24 أبريل؛ حيث دعا المشاركون إلى إلغاء مهرجان موازين؛ وعلقت زينب بوسلامة عن حركة 20 فبراير -وفق وجهة نظرها- أن المطالبة بإلغاء هذا المهرجان “ليس من منطلق معاداة الفن بل لأنه ليس من الأولويات في المرحلة الحالية، خاصة أنه تصرف فيه أموال يمكنها أن تستثمر في حل مشاكل البطالة إلى جانب تنظيمه خلال فترة الامتحانات”.
وحمل المشاركون في الوقفة لافتة كتب عليها “مصاريف موازين 36مليون و380 ألف درهم ما تبقى حتى براكة في المغرب”.
وعلى صعيد مواز حمل نداء الحملة الوطنية لإلغاء مهرجان موازين على الفيسبوك أن هذا المهرجان “يجسد وجها من وجوه الفساد في بعده السياسي والاقتصادي والأخلاقي ويشكل احتكارا وتمييعا للفعل الثقافي، ويمثل أحد أوجه هدر المال العام في الوقت الذي يعاني فيه الآلاف من الشباب المغربي وحاملي الشهادات من ويلات البطالة وتشهد البلاد اختلالات اجتماعية عميقة ونقصا حادا في الخدمات الأساسية من طرق ومستشفيات ومدارس ودور شباب وانتشار لافت للهشاشة والفقر والأمية ودور الصفيح”.
وأوضح وزير الثقاقة بنسالم حميش أن مهرجان “موازين” ليس من تنظيم الوزارة ولا دخل لها في الترتيبات التنظيمية أو التمويلية أو البرمجية التي تتخذ بشأنه؛ وأكد أن وزارة الثقافة لم تقدم أي دعم مالي لهذا المهرجان منذ انطلاقه، “ليس من باب اتخاذ الموقف ولكن لأن وسائلنا محدودة!!”.
جدير بالذكر أن هذا المهرجان الذي تصرف عليه مبالغ خيالية؛ ويبرمج خلال فترة الامتحانات الحرجة؛ ويسوق لمنظومة قيم وأخلاق دخيلة على بلدنا؛ سبق له وأن استضاف ملك اللواطيين في العالم الماضي المغني الإنجليزي “إلتون جون”؛ وكشف خلال المهرجان الذي سبقه أحد أفراد الفرقة الإسبانية “كوليغاس” عن دبره للمشاهدين، وراح ضحية نفس المهرجان إحدى عشر نفسا، وجرح حوالي ثلاثين آخرين إثر تدافع كبير حصل عند خروج المتفرجين من ملعب حي النهضة عقب الحفل الختامي للمهرجان.
إن هذا المهرجان الذي يستدعى له “كبار فناني” العالم ليمنحوا الشباب المغربي لحظات متعة عابرة مزعومة! مقابل أن يملئوا جيوبهم بمليارات مبذرة منثورة! حري أن تصرف ميزانيته فيما يعود على الشباب بخير في الحال والمآل؛ بالعمل على توفير مناصب للشغل ورفع البطالة وإصلاح منظومة التعليم؛ وتوفير شروط الحياة الكريمة حتى يخرج شبابنا من دوامة التيه والضياع.
وقد بدا في الأفق استجابت بعض الجهات لمطالب مقاطعة هذا المهرجان حيث كشفت مصادر مطلعة أن مهرجان موازين لن يستفيد من الدعم المالي السنوي الذي كان يقدم له سابقا من قبل مجلس مدينة الرباط، والمُقدّر حسب الجهة المنظمة للمهرجان بأربعة ملايين درهم، إضافة إلى مليوني درهم من قبل جهة الرباط سلا زمور زعير.
لقد أبدت المواطنون المغاربة -بكل شرائحهم- امتعاضهم من هذا المهرجان؛ وأعلنوا عبر كل وسائل إيصال الكلمة المقروءة والمسموعة والمكتوبة عن موقفهم؛ وبلغ عدد المستنكرين لتنظيم هذا المهرجان الآلاف إن لم نقل الملايين.
فمتى يستجيب المنظمون لمطالب الشعب الذي يبرمون باسمه ما لا يرضاه؟!
ومتى يتدخل المسؤولون لإلغاء هذا المهرجان الذي أقر المثقفون والمسؤولون على الثقافة ألا علاقة له بالثقافة؟!