متى ينحني المأموم للسجود؟

يجب على المأموم في صلاة الجماعة متابعته الإمام وتحرم عليه مسابقته, مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: “إنما جعل الإمام ليؤتم به, فإذا كبر فكبروا, ولا تكبروا حتى يكبر, وإذا ركع فاركعوا, ولا تركعوا حتى يركع, وإذا قال سمع الله لمن حمده, فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد, وإذا سجد فاسجدوا, ولا تسجدوا حتى يسجد, وإذا صلى قائما فصلوا قياما, وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعون” رواه الإمام أبو داوود رحمه الله في سننه وصححه الشيخ الألباني رحمه الله.
ومن الأمور التي فرط فيها الناس في خصوص ذلك, وأخل بها جماهير المصلين, بل حتى بعض من يحرص على اتباع السنة: التأخر بالسجود حتى يضع الإمام جبهته على الأرض.
فعن البراء بن عازب رضي الله عنه أنهم (أي الصحابة): “كانوا يصلون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا ركع ركعوا, وإذا قال: سمع الله لمن حمده, لم يزالوا قياما حتى يروه قد وضع وجهه في الأرض ثم يتبعونه”. ¬(أنظر الصحيحة 2616).
وعند مسلم بلفظ: “أنهم كانوا يصلون خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا رفع رأسه من الركوع لم أر أحدا يحني ظهره حتى يضع النبي صلى الله عليه وسلم جبهته على الأرض، ثم يخر من وراءه سُجَّدا”.
قال النووي رحمه الله في شرح الحديث: “وفي هذا الحديث هذا الأدب من آداب الصلاة وهو أن السنة ألا ينحني المأموم للسجود حتى يضع الإمام جبهته على الأرض, إلا أن يعلم من حاله أنه لو أخر إلى هذا الحد لرفع الإمام من السجود قبل سجوده. قال أصحابنا رحمهم الله تعالى: في هذا الحديث وغيره ما يقتضي مجموعة أن السنة للمأموم التأخر عن الإمام قليلا بحيث يشرع في الركن بعد شروعه وقبل فراغه منه والله أعلم” شرح مسلم 4/191.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *