بينما يلتقي زعماء العالم لإيجاد حلول للأزمة العالمية للمياه، دعا اجتماع تاريخي للأطفال إلى تقديم مساعدة عاجلة من أجل 400 مليون طفل يكافحون في سبيل البقاء على قيد الحياة بسبب افتقادهم للمياه الصالحة للشرب.
وقد توجه أطفال ممن شاركوا في منتدى الأطفال العالمي للمياه بهذا النداء إلى الوزراء المشاركين في المنتدى العالمي الرابع للمياه المنعقد في مكسيك العاصمة.
وحضر منتدى الأطفال هذا أكثر من 100 طفل من الناشطين في مجال المياه ممن ينتمون إلى أشد بلدان العالم فقراً وإلى البلدان الصناعية. وكان هذا المنتدى مناسبة فريدةً أبدى فيها الأطفال آرائهم حول موضوع المياه.
وفي تصريح لها من نيويورك، قالت “آن م. فينمان”، المديرة التنفيذية لليونيسف فيما نقله عنها موقع الأمم المتحدة: “إن الأمراض التي تنقلها المياه تقتل طفلاً كل 15 ثانية، وتتسبب في سوء التغذية وفي الكثير من الأمراض في العالم”.
ويدفع الأطفال ثمناً باهظاً نتيجة انعدام النظافة العامة في العالم حيث يعيش أكثر من بليون شخص دون مياه صالحة للشرب ويفتقر واحد بين كل ثلاثة أشخاص إلى مرحاض، ويعتبر الإسهال أكثر الأمراض تفشيا بين الأطفال دون سن الخامسة متسببا في وفاة 4500 طفل يومياً مما يجعله ثاني أكبر سبب لوفيات الأطفال.
تقول المديرة التنفيذية لليونيسف: “إن الأطفال الذي يترعرعون في ظل هذه الظروف يعجزون عن الإفلات من براثن الفقر، فالإمكانيات البشرية تُستنزف من المجتمعات المحلية الفقيرة بسبب الموت والمرض، ويكون نقص النماء المزمن هو النتيجة الحتمية لذلك، ويقدر أن عدد أيام الانقطاع عن العمل أو المدرسة يؤدي إلى فقدان إنتاجية عالمية تبلغ قيمتها حوالي 63 بليون دولار كل عام.
وفي إفريقيا جنوب الصحراء، أدّت عقود من الصراع وسوء إدارة الأراضي وحالة الجفاف الحالية التي يمر بها النصف الجنوبي للقارة إلى نقص شديد في المياه، ولا يحصل أكثر من 42 في المائة من السكان على مياه صالحة للشرب، في حين تتوفر المراحيض بنسبة 36 في المائة فقط، وهذا الإقليم هو الوحيد المتخلف عن تحقيق أهدافه الإنمائية المتعلقة بكل من المياه والصرف الصحي.
وفي جنوب وشرق آسيا يمثل الصرف الصحي تحديا هاما، إذ يعيش 1,5 بليون شخص ـ أي أكثر من نصف جميع السكان الذين يفتقرون إلى مراحيض ـ في الهند والصين، مما يخلق بيئة ملوثة بالفضلات البشرية، وتمثل نوعية المياه تهديداً كبيراً ومتزايداً بالنسبة لأطفال المنطقة، فالملوثات الخطرة الموجودة في المياه الجوفية، كالزرنيخ والفلوريد، تعرِّض صحة 50 مليون شخص لخطر شديد.