قال عبد الله بن آدم: قلت يوما في نفسي لماذا يحذر الناس من العلمانية ويبينوا للناس خطرها على الدين وأهله؟ فلا بد لي أن أسألها وأستنطقها حتى أتبين مكمن الإشكال، فلأجل ذلك أجريت معها الحوار الآتي:
قلت: ما معنى العلمانية؟
قالت: هي باختصار اللادينية أو الدنيوية أي هي دعوة إلى إقامة الحياة على العلم الوضعي والعقل ومراعاة المصلحة بعيدا عن الدين.
قلت: ما هو اعتقادكم في الله تبارك وتعالى؟
قالت: نؤمن بوجوده لكن لا علاقة له بحياة الإنسان، وفي ذلك يقول أحدهم (اترك ما لقيصر لقيصر وما لله لله).
قلت: ما رأيكم في القرآن؟
قالت: الذي خلصنا إليه بعد البحث والتنقيب أنه كتاب تاريخي خاطب أناسا معينين في زمن معين، وأنه بقي محصورا في ذلك الزمان، وم يعد صالحا لزماننا هذا، وقد وقع فيه بعض التحريف.
قلت: والسنة؟
قالت: قد أجبناك عن القرآن، وقس السنة عليه.
قلت: ما رأيكم في الإسلام؟
قالت: قد استنفد أغراضه وهو الآن عبارة عن طقوس وشعائر روحية.
قلت: والحجاب؟
قالت: عن أي حجاب تتحدث؟ هو أمر خاص بأمهات المؤمنين، وليس فرضا دينيا لا في القرآن ولا في السنة، وهو رمز للتطرف والعنف والإرهاب، وهو ضد حرية المرأة وعائق من عوائق التقدم.
قلت: وكيف حال النساء عندكم؟
قالت: هن كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسمنة البخت المائلة، قد شربن الدخان والخمور، وكشفن عن السوق والصدور، وتفانين في الفسق والعهر والفجور.
قلت: وحال الرجال؟
قالت: قد ملأوا الحانات والمقاهي واتبعوا الرقص والغناء والملاهي، ونبذوا القرآن والصلاة خلفهم ظهريا، فهم عن صلاتهم ساهون وفي سكرتهم يعمهون.
قلت: وحال المثقفين والمفكرين؟
قالت: قد شربوا من فكر الغرب حتى الثمالة والجنون فهم بحمدهم يسبحون، وبأقلامهم يكتبون وبعقولهم يفكرون، ومن أنظمتهم ومناهجهم اللادينية يقتبسون.
قلت: مارأيكم في كلام “البابا” الأخير بأن الاسلام انتشر بالسيف وأن الرسول جاء بالعنف وبكل شر؟
قالت: في اعتقادي أن ما قاله لا يبتعد عن الحقيقة كثيرا وأنه كلام وجيه.
قلت: طيب، ما هي عقيدتكم باليوم اللآخر والحساب والعقاب؟ قالت: دعنا من هذه الخرافات والخزعبلات، وعش حياتك الدنيا فهي المجال الوحيد للمتع والملذات، وصدق القرآن حيث قال: “إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين”.
قلت: ما هو مفهوم الثقافة عندكم؟
قالت: محصورة في اللهو والمجون والغناء، والرقص والتصدية والمكاء، والعري والزنى والبغاء .
قلت: فلماذا تكتبون في المواضيع الدينية؟
قالت: لقلب الحقائق والطعن في الثوابت، والتشكيك في المسلمات حتى يتبعنا عديموا الادراك وقليلوا التفكير.
قلت: مارأيكم في تطبيق الحدود الشرعية من رجم وقصاص وقطع وغيرها؟ قالت: غاية في العنف والوحشية وهي محاربة للحقوق الإنسانية؟
قلت: فما رأيك في جريدة السبيل؟
قالت: الويل لها قد فضحت أمرنا وقصمت ظهرنا، وكشفت للناس سرنا وجهرنا، وأصبح كل الناس يعلمون شرنا.
قلت: وجريدة “الأحداث المغربية؟
قالت: هي الناطق الرسمي بلساننا، قد تأسست على فكرنا ونهجت سبيلنا فلها منا العون والسداد والتوفيق والرشاد، وفيها أقول:
إذا قالت الأحداث فصدقوها*** فإن القول ما قالت الأحداث.
قلت: والقناة الثانية (دوزيم)؟
قالت: إياك والغيبة ف”دوزيم” من القلب قريبة، وهي لنا رفيقة وحبيبة، نبث من خلالها العري والفساد، وكل ما يفتن الحاضر والباد، وهي مختصة في تضليل العباد.
قال عبد الله بن آدم، لا يزال في جعبتي الكثير من الأسئلة لكن أكتفي بهذا القدر فقد أزكمْتِ أنفي من نتن هذه الأجوبة والمقالات، وضاق صدري من قبح تيك الآراء والافتراءات فقبِّحْت من فكر وقُبِّح تابعك، نسأل الله أن يطهر منك البلاد وينحيك من قلوب العباد.
وبعد: فيا معشر المسلمين هذه هي العلمانية التي اكتسحت جل المجالات وأصبحت تنشر فكرها في مختلف الصحف والمجلات، وذاع صيتها في غالب القنوات والإذاعات، فالحذر الحذر، وعليكم بالتمسك بكتاب ربكم وسلوك نهج نبيكم، فذلك هو العروة الوثقى والوزر الأحمى، والله الهادي إلى سواء الصراط، والحمد لله في الأولى وبعد عبور الصراط.