لماذا اخترنا الملف

لم يكن فرض معاهدة الحماية 30/3/1912 إلا لبنة في بناء صراع طويل الأمد بين المغرب والدول العلمانية/الصليبية، فمنذ سقوط الأندلس، وما تلاه من تقهقر عرفه المغرب في شتى المجال، ومن ضعف سيطرته على حوض البحر الأبيض المتوسط، الشيء الذي شجع المد الصليبي على احتلال بعض المدن الساحلية المغربية كسبتة ومليلية وطنجة والعرائش والجديدة، لكن الصحوة الإيمانية التي تبعث روح الجهاد في المغاربة كانت دائما تجعل هذا الاحتلال محدودا في الزمان والمكان.
إلا أن سقوط المغرب تحت وطأت الاحتلال الفرنسي/الإسباني كان ذا طابع أخطر، إذ لم يكن هذا الاحتلال نتيجة هزيمة عسكرية فقط؛ بل كان نتيجة عوامل عديدة قد تغفل عنها كثير من الناس ومنها:
– الشروع في تعطيل بعض ما جاء في الشريعة الإسلامية.
– التنافس على كرسي الملك الذي أضر بالبلاد والعباد.
– الاغترار بأمجاد الآباء والأجداد والغفلة عن الحالة الواقعة.
– الاستعانة بالعدو الغربي في مهام حساسة كتدريب الجيش.
– “السيبة” وكثرة الثورات.
كل هذه العوامل وغيرها سهلت على العدو استنزاف المؤسسات السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، والقضاء على انسجامها والتغلغل عسكريا في البلاد واحتلالها.
وبعد تمكن العدو من نيل مراده بفرض الحماية على المغرب لم يجد الطريق معبدا لفرض سيطرته عليه؛ بل فوجئ بجهاد مستميت للمغاربة عن دينهم ووطنهم الذي استمر ما يقارب أربعا وعشرين سنة بعد فرض الحماية على المغرب.
وبعد القضاء على الجهاد المسلح انطلقت الحركة الوطنية السلفية التي جاءت لتصلح البلاد وعقيدة العباد وتطرد المحتل، وكان لها ذلك بالرجوع إلى العمل المسلح بعد نفي الملك محمد الخامس رحمه الله.
وقد تكلل جهادهم ورباطهم برجوع الملك إلى أرض الوطن سنة 1955، وتوقيع اتفاقية الاستقلال في 2 مارس 1956 مع فرنسا.
وباقتراب الذكرى المئوية لفرض الحماية على المغرب (30/3/1912-30/3/2012) وحرصا منها على تبصير قرائها الكرام بمجريات الأحداث وربط الماضي بالحاضر؛ تفتح جريدة السبيل هذا الملف، كجزء أول على أمل فتح ملف آخر في متم شهر مارس، محاولة منها في تسليط الضوء على أهم الأسباب التي جعلت المغرب يصل إلى هذا الضعف؛ وتنافس الدول التي كانت تهابه من قبل وتطلب وده على احتلاله واقتسامه وزرع الفرقة بين أبناء شعبه، وكيف تلقى الشعب هذا الاحتلال؟ وكيف دافع عن وطنه؟ وكيف تشكلت الحركة الوطنية السلفية التي هيأ الله تعالى لها الأسباب لطرد المحتل عن الوطن واستعادة الاستقلال؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *