أهم المحطات التي عرفها المؤتمر الثاني للمطالبين بإباحة الإجهاض نبيل غزال

نظمت الجمعية المغربية لمحاربة الإجهاض السري بالمكتبة الوطنية بالرباط يوم الثلاثاء 12 يونيو 2012 مؤتمرها الوطني الثاني؛ وحضر المؤتمر العديد من الوجوه البارزة في المجال السياسي والحقوقي والطبي؛ وكان الهدف الأبرز من وراء هذا اللقاء الاستماع إلى آراء الأحزاب ومناقشة مضمون مشروع يضمن إباحة الإجهاض والتقدم بمشروع قانون في الموضوع إلى البرلمان.
وفي تدخلها أكدت خديجة الرويسي عن حزب الأصالة والمعاصرة أن القوانين الوطنية التي تمنع الإجهاض إنكار لحق المرأة في الحياة والصحة وإنكار لحقها في تملك جسدها والتحكم فيه، وأن القوانين المغربية التي تجرم الإجهاض قوانين مجحفة ومتناقضة مع المنظومة الدولية لحقوق الإنسان.
ودعا السوسيولوجي الجنساني عبد الصمد الديالمي في عرضه ومداخلاته إلى أننا يجب أن نقطع مع الماضي؛ وأن الجنس مقابل المال هو المرفوض؛ أما في حالات التوافق والرضا التي تجمع طرفين فهذا حق وحرية وقانون كوني، والجنسية تنبع من الخصوصية والحميمية والحرية وهي من الحقوق الأساسية للمواطن!!
وطالب الباحث الديالمي بسياسة جنسية تجعل الجنس أمرا عاديا وطبيعيا في اللغة الدارجة والأمازيغية؛ وأكد أن المذهب المالكي ليس كلام الله وليس شيئا مقدسا ليس من حقنا تجاوزه.
وبعد أن ضرب الباحث الجنساني أمثلة؛ لمن يراهم متخلفين عقليا وجنسيا؛ من الذين يعتبرون أن المرأة يجب أن تبقى دوما تحت الرجل حتى في وضعية الجماع، قدم لنا الباحث الجنساني الألمعي في الندوة مثالا عن الفتاة التي تلقت ثقافة جنسية متكاملة؛ فهي الفتاة التي تستقدم صديقها بشكل عادي وطبيعي وبكل حرية وأريحية إلى بيت العائلة؛ وتحدد متى ترغب في ممارسة جنسية منضبطة.
والحقيقة أن المتتبع لطرح الديالمي ومشاركاته وكتاباته يجده يكرر نفسه؛ نفس المعلومات ونفس الأمثلة العابثة التي تبعث حقيقة على الضحك وتنم عن سخرية منقطعة النظير بفهم المغاربة وقدراتهم وإدراكم لما يجري حولهم.
وثمنت الأستاذة نادية قادري عن المركز الاستشفائي ابن رشد الدار البيضاء طرح الديالمي في مداخلتها؛ وأكدت أن (التربية الجنسية هي حين يرى شاب فتاة ترتدي (الميني جوب) ولا يتجرأ عليها) !!
وردت الدكتورة عائشة فضلي -أستاذة مبرزة واختصاصية في أمراض الولادة؛ ورئيسة الجمعية المغربية للدفاع عن الحق في الحياة- في مداخلتها على الديالمي بقولها: (عندما تريد أسي ديالمي أن تشرع للشعب المغربي فيجب أن تعلم أن الشعب المغربي شعب مسلم؛ وحين يقول أنا مسلم فهو قابل للتشريع الإسلامي؛ ولا تكذب أبدا على الشريعة الإسلامية وتقول أن الشريعة الإسلامية تسمح بعلاقات جنسية خارج إطار الزواج)، وطالبت د.فضلي من الديالمي بالكف عن التدخل فيما لا يعنيه ولا يحسنه؛ كخوضه في المواضيع والتفسيرات الدينية التي لا يحسنها على اعتبار أن هذا مجال له أهله.
أما الدكتور محمد التازي الياشوي اختصاصي بيوتيكنولوجيا الهندسة الوراثية وعضو الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن الكريم فتدخل وطالب المحاضرين بالكف عن الطعن في الإسلام، واعتبر أن ما يجري داخل القاعة ليس نقاشا وطنيا بل توظيفا أيديولوجيا.
في حين أكد عزيز غالي ممثل الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان: (أننا حين نناقش مع مجموعة من التيارات الإسلامية فيما يتعلق بـ40 و120 يوما.. -يعني زمن نفخ الروح- يقولون أنه حين يكون هناك نص قطعي فإننا لا نناقش؛ وحين نناقش بعض التدخلات يقولون 40 و30 يوما. هنا يرد السؤال: (يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي)؛ فهؤلاء كيف عرفوا هذا 40 أو 120 يوما؛ إذا كان النص القطعي يقول أن الروح من أمر ربي؛ الروح ليس الموت؛ فمجموعة من الفقهاء فسروها بزمن الوفاة؛ لكن لم يأخذوا الجانب الآخر متى زرعت الروح. إذا بما أن هناك نص قطعي نمرُّ إلى مسألة أخرى؛ فاجتهاد 12 و 13 قرنا لا يمكن أن يمرر الآن).
هذه هي الخلاصة التي انتهى إليها عزيز غالي؛ إهدار كل التراث الإسلامي؛ علما أننا حين رجعنا إلى مصادر التفسير لم نجد أبدا هذا التفسير الحداثي المتهور، فلا ندري من أين استقى عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان هذا التفسير العجيب الغريب لمعنى الروح.
وليست هذه هي الأولى من سقطات من يدعون إلى قتل الأجنة في الأرحام بدعوى الإكراهات الاقتصادية والاجتماعية؛ فقد دعا الدكتور الشرايبي رئيس الجمعية المغربية لمحاربة الإجهاض السري في برنامج تلفزيوني إلى إجهاض الأجنة خشية الفقر أو الظروف والحاجة الاجتماعية، وهذا أمر معلوم حكمه حتى عند عوام الناس، قال الله تعالى: “قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ”. الأنعام:151.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *