من عقائد الشيعة التي أجمعوا عليها وتميزوا بها؛ “عقيدة التقية” وهي: «عقيدة دينية تبيح لهم التظاهر لنا بغير ما يبطنون، فينخدع سليم القلب منا بما يتظاهرون له به من رغبتهم في التقارب وهم لا يريدون ذلك ولا يرضون به، ولا يعملون له، إلا على أن يبقى من الطرف الواحد مع بقاء الطرف الآخر في عزلته لا يتزحزح عنها قيد شعرة».[1]
وهي بمنزلة عظيمة عندهم، فقد رووا فيها الروايات الحاثة والمبينة لعظم منزلتها، جاء في “أصول الكافي”2\217 قال أبو عبد الله: سمعت أبي يقول:«لا والله ما على وجه الأرض شيء أحب إلي من التقية، يا حبيب إنه من كانت له تقية رفعه الله، يا حبيب من لم تكن له تقية وضعه الله».
وعن الصادق قال: «ليس منا من لم يلزم التقية»[2].
وقال أيضا: «من ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا»[3].
وقال أبو جعفر: «التقية ديني ودين أبائي، ولا إيمان لمن لا تقية له».[4]
يقول شيخهم الصدوق: «واعتقادنا في التقية أنها واجبة من تركها كان بمنزلة من ترك الصلاة والتقية واجبة لا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم فمن تركها قبل خروجه فقد خرج من دين الله وعن دين الامامية وخالف الله ورسوله والأئمة»[5].
فقد تجد الشيعي يعاملك كما يعامل الناس بعضهم بعضا، ولن تكتشف فرقا ولن تجد رفضا وتشيعا وهم بذلك إنما يحققون أقوال أئمتهم وينصاعون لأوامر مراجعهم حتى لا يكتشف أمرهم فينفضحوا.
ومن ذلك ما جاء في بيان للخط الرسالي الشيعي: «الخط الرسالي يقر بمشروعية التقية ولا ينهجها.. أما من يحاول أن يدعي أننا نمارس “التقية” فنقول له اتق الله فالتقية هي إظهار الكفر وإبطان الإيمان خوفا على النفس من القتل أو الضرر المعتد به عقلانيا…».
وأوردوا بعدها آيات قرآنية مع تفسيرها لابن كثير والطبري والقرطبي، ولا إشكال في ذلك فمجموع تلك الآيات وتفاسيرها وما ورد في ذلك من آثار لا يعدو أن يكون تقية شرعية جاءت في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وفق ضوابط الشرع وقواعده، أما التقية الشيعية فهي كما جاء تفصيلها في كتب القوم لا تمت بصلة لما في كتاب الله ولا فيما أوردوه من نصوص عن أهل السنة:
– فالتقية الشرعية إنما تستخدم مع الكفار لا مع المؤمنين بخلاف الشيعة.
– التقية الشرعية رخصة وليست عزيمة بخلاف الشيعة.
– التقية الشرعية تستخدم في حالة الضعف لا القوة بخلاف الشيعة.
– التقية الشرعية تكون باللسان لا بالأفعال بخلاف الشيعة.
– التقية الشرعية لا يجوز أن تكون سجية المسلم في جميع أحواله بخلاف الشيعة.
-التقية الشرعية ليست هي الوسيلة لإعزاز الدين بخلاف الشيعية.
فالتقية الشرعية تختلف تماما عن التقية الشيعية، وما فعله هؤلاء من تدليس وتلبيس هو من التقية؛ حيث أظهروا نصوص أهل السنة وأخفوا نصوصهم لئلا يكشف أحد مذهبهم وعقيدتهم الشيعية، وإلا فإذا كانوا حقا يؤمنون بما أوردوه من نصوص فليتبرؤوا من تلك الأقوال التي احتوتها كتب الشيعة من تكفير الصحابة، وتحريف القرآن، وعصمة الأئمة، والقول بالمتعة، والإمامة،… وغير ذلك.
فليتبرؤوا من ذلك كليا وليعلنوا على الملأ وبوضوح ألا علاقة لهم بهؤلاء، -وهذا ما لا يستطيعونه- فهؤلاء لا يخرجون عن ما هو مسطور في كتبهم فهو نوع من التقية يجيدون استعمالها بأساليب متنوعة، وطرق مختلفة، ينكرون ظاهرا ما يعتقدونه باطنا، وتبيح لهم أن يتظاهروا باعتقاد ما ينكرونه باطنا، ولذلك تجدهم ينكرون كثيرا من معتقداتهم مثل سب الصحابة، والقول بالمتعة، وتكفير وقذف المسلمين، وما إلى ذلك.
فكما يقول آيتهم العظمى أبو القاسم الخوئي: «المستفاد من الأخبار الواردة في التقية إنما شرعت لأجل أن تختفي الشيعة عن المخالفين وألا يشتهروا بالتشيع أو الرفض، ولأجل المداراة والمجاملة معهم، ومن البين أن المكلف إذا أظهر مذهب الحنابلة عند الحنفي مثلا أو بالعكس حصل بذلك التخفي وعدم الاشتهار بالرفض والتشيع، وتحققت المداراة والمجاملة معهم، فإذا صلى في مسجد الحنفية مطابقا لمذهب الحنابلة صدق أنه صلى في مساجدهم أو معهم، والسر في ذلك أن الواجب إنما هو التقية من العامة والمجاملة والمداراة معهم ولم يرد في شيء من الأدلة المتقدمة وجوب اتباع أصنافهم المختلفة، ولا دليل على وجوب اتباع من يتقي منه في مذهبه، وإنما اللازم هو المداراة والمجاملة مع العامة وإخفاء التشيع عندهم»[6].
واستمع إلى آيتهم العظمى كاظم الحائري إذ يقول: «ينبغي للإنسان الشيعي أن يتعامل مع السني معاملة تؤدي إلى حسن ظنه بالشيعة لا إلى تنفره عن الشيعة»[7].
وما فعله هؤلاء ببلادنا هو سنة علمائهم؛ حيث كانوا يقومون برحلات إلى البلاد السنية بأن يتظاهروا بأنهم من أهل السنة وذلك للتجسس عليهم وتتبع أخطائهم وزلاتهم، وكان من هؤلاء شيخهم محمد بن الحسين بن عبد الصمد المعروف بالشيخ البهائي المتوفى سنة 1031هـ الذي قال: «كنت في الشام مظهرا أني على مذهب الشافعي».[8]
فلاحظ أخي المسلم أن هذه التقية التي بالغ فيها هي التقية التي تحثهم على التحفظ عن إفشاء المذهب والكذب على أهل السنة، وهذا ما يحاول أن يمارسوه الشيعة في المغرب من كذبهم وتقيتهم لخداع المغاربة.
________________________________________
[1] -الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب ص12
[2] -وسائل الشيعة11\466
[3] -جامع الأخبار للشعيري ص95
[4] -أصول الكافي2\219
[5] -رسالة الاعتقادات ص104
[6] – التنقيح شرح العروة الوثقى للخوئي 4\332-333
[7] – الفتاوى المنتخبة لكاظم الحائري 1\150
[8] – أجود المناظرات لمحمد الاشتهاردي ص188