الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد؛
فقد سررنا جميعا بالنتيجة الطيبة التي حصل عليها أنوار العبادي في الباكالوريا، والتي كانت -بحمد الله- نتيجة مشرفة له، ولأسرته، ولأساتذته، ولمؤسسته.
أنوار مثال للتلميذ النموذجي الذي جمع الله له بين الاستقامة على الدين والاجتهاد في الدراسة، وذلك فضل الله يوتيه من يشاء.
فقد رأيت منه خلال سنوات تدريسي له، الخلق الكريم، والسلوك القويم، والحرص الشديد على العلم النافع. فهو من خيرة التلاميذ الذين درستهم، أحسبه كذلك، والله حسيبه.
وما حققه أنوار في تخصصه -العلوم الفيزيائية- دليل قاطع على أن دين الله تعالى لم يكن يوما عائقا أمام التفوق والنجاح في مختلف العلوم، ولم يكن يوما سببا في التخلف أو الرجعية أو الظلامية، خلافا لما يروج له بعض الناس هداهم الله.
بل إن أنوار استطاع أن يثبت لنا عكس ذلك تماما، أي: أن دين الله تعالى سبب عظيم من أسباب التفوق في الحياة العلمية، فسقطت بذلك النظرية الخرافية التي تُرجع تخلف المسلمين إلى دينهم.
فحُقَّ لنا اليوم أن نقول: كذب العَلمانيون، وصدق رب العالمين، إذ قال: “وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ” (آل عمران139).
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفق أنوار لما فيه خير دينه ودنياه وآخرته، وأن يكفيه شر كل ذي شر هو آخذ بناصيته.