عندما يستنكر العلمانيون ما كسبت أيديهم ذ.أحمد اللويزة

كتب عصيد العلماني الجهبذ! مقالا ينعى فيه على من سماهم بالإسلاميين انتقادهم لنتائج أعمالهم، وكان المقال بدون وجهة ولا هدف بعيدا عن المصداقية والموضوعية التي طالما ادعاها في كتاباته ومقالاته المستسهلة، وهو ما أكده جل من علق على الموضوع على صفحات الجريدة الإلكترونية هسبريس التي نشر بها المقال.
صلب مقاله أن الترابي يستنكر على عمر البشير الرئيس السوداني استغلال الدين في السياسة، ووجه العيب هنا عند عصيد أن ما استنكره الترابي اليوم هو ما كان يمارسه بالأمس، وقد تكلم عن القضية في أسطر ثم ختمها بالإسقاط على حالة المغرب في النهاية على قاعدة: “طارت طائرة وسقطت في الحديقة”.
وانطلاقا من هذا ومحاكاة له نقول لعصيد ومنه إلى زمرته، ألستم اليوم أنتم من تستنكرون حصائد دعواتكم الباطلة، وحصيلة عملكم الدؤوب لإفساد المجتمع، فجئتم اليوم تعيبون عليه تناقضه بين الممارسة والاعتقاد، فمن أوصله إلى ما هو عليه سواكم، تستنكرون عليه أن ينتشر فيه التحرش، والاغتصاب، وارتفاع نسبة الأمهات العازبات، وانتشار الإجهاض السري… فمن أوصل المجتمع المغربي والمجتمعات الإسلامية عموما إلى حافة الإفلاس الأخلاقي سوى دعواتكم المستميتة لسمو المواثيق الدولية على الهوية والقيم الإسلامية، هل الإسلاميون هم الذين دعوا إلى العري والسفور والعلاقات الغرامية وإباحة الزنا والشذوذ والتمرد على أخلاق المسلمين حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه أم أنتم؟ بل أنتم.
بنو علمان يتهمون الإسلاميين بأن جل تركيزهم على الأخلاق، وأنهم ليس لهم برنامج اقتصادي وسياسي واجتماعي، بربكم من الذي يثير الزوابع في المجتمع متناولا المواضيع الحساسة في منظومة القيم غيركم؟
من الذي يحرض على عري المرأة وتجردها من الحياء سواكم؟ حتى تبقى لقمة سائغة لنزواتكم البئيسة، وتنقمون على المسلمين حين يثورون في وجه دعواتكم الإباحية غيرة على الأعراض فتمطرونهم بوابل من التهم التي أنتم أولى بها؛ من قبيل: لا يفكرون إلا في الجنس، ولا يرون من المرأة إلا عورتها، ولا يركزون إلا على وسطها، وأنهم يريدون الكبت لأفراد المجتمع وهلم جرا.
كم مرة اتهمتم الإسلاميين حين يدعون المسلمات إلى الحجاب والستر طاعة لربهن بأنهم أسيروا الشهوة، وأن أدمغتهم متخمة بالجنس والجواري وليالي الأنس؟ هم يريدونها ذرة مصونة وأنتم تريدونها فريسة سائغة لكل مريض بنجاسات أفكاركم.
من الذي سجله طافح بالعلاقات الغرامية والخيانة والفضائح أنتم أم الإسلاميون؟ الذين ما أن يقع أحدهم في خطأ أخلاقي، حتى تصبحون وعاظا وملائكة تستنكرون وتزايدون، وأنتم الذين تدفعون المجتمع إلى التطبيع مع الفاحشة، أي نفاق هذا الذي أنتم عليه ثم ترمون به المجتمع وتنسلون؟ وقد كدرتم صفوه بما تنشرونه في وسائل الإعلام من أفلام ومسلسلات وسهرات ومهرجانات وبرامج هدامة، ومقالات مضلة، وصور مستفزة، وأعمدة تضربون بها العقول والقلوب والقيم والفضائل ضربة قاصمة في جرائد أنتن من دورات المياه، وصفحات مسودة بالكذب والاختلاق بغية الإثارة والفتنة مثل سيئ الذكر “ركن من القلب إلى القلب” على صفحات جريدة(الأحداث)، والتي دشنت مسار نشر الرذيلة ومحاربة العفة في المجتمع حتى إذا استوى عرش الفساد واشتد عوده، وأتت جهودهم القبيحة أكلها تحولوا للمرحلة الموالية؛ مرحلة سن القوانين ووضع التشريعات، حتى يحصل التغيير الجذري فتناسب صورة المجتمع صورة القوانين بدعوى تَغَيّر القيم، وبغية إخراجه من ظلمات التخلف التي حبسهم فيها دعاة الرجعية والوهابية؟!
المجتمع وصلت أخلاقه وقيمه وظروف عيشه إلى درجة الرثاء والشفقة، ثم تحملون الإسلام والإسلاميين مسؤولية هذه النتائج الكارثية. فمن حكم البلاد والعباد كل هذه السنين بسياسة الحديد والنار والإفساد أهم الإسلاميون؟!
كلا ولكنها صفاقة وجوهكم تجعلكم تنكرون الحقائق وتزورون الوقائع، ومتى يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل، وإن من يقل لك بأن الشمس حارقة في ليل بهيم كيف ستجيبه وهو مقيم على العناد.
وها قد استمات أحد الدياييث على باطله رغم كثرة القدح والتبكيت الذي تعرض له من طرف المجتمع الذي أفسدوه ظاهرا فحسبوه انسلخ باطنا، فكشف الله لهم الحجاب لعلهم يرعوون، لكن محال فهم على الإفساد مصرون كإصرار إبليس، ويتسببون في حدوث كثير من الأقضية بقدر ما أحدثوه من الفجور، ويتمنون لو أنظرهم رب العالمين إلى يوم البعث، حتى يتمكنوا من تثبيت دعائم الحرية الملوثة بزبالات الأقوام وفضلات الأفكار؛ والتي تبنوها زعما دفاعا عن مصلحة المجتمعات الإسلامية، وما كفاهم كل هذه الظواهر السلبية المتوالدة، والمشاكل الاجتماعية المتكاثرة التي عمت مظاهر الحياة بأسرها، كل هذا بما كسبت أيديهم.
ولكن لشدة وقاحتهم لا يتورعون أن يتخذوا من مقولة “رمتني بدائها وانسلت” شعارا ومبدءا، لكن قضى الله أن لا يصح إلا الصحيح وأن العاقبة للمتقين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *