جمعية القاضي عياض لتحفيظ القرآن الكريم بسلا تنظم أسبوعا علميا لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم تغطية: عيسى بنكرين

تشرفت جمعية القاضي عياض لتحفيظ القرآن الكريم بسلا، فرع المدينة العتيقة، بتنظيم أسبوع علمي دعوي في الفترة ما بين 20 -26 ذي القعدة 1433 الموافق لـ 7-13 أكتوبر 2012م، كان موضوعه نصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم وذلك من خلال معرفته والاطلاع على سيرته وشمائله وأخلاقه صلوات ربي وسلامه عليه.
وقد اختارت اللجنة التنظيمية لهذا الأسبوع شعارا: “اعرف نبيك صلى الله عليه وسلم”، وعرف الأسبوع سلسلة من المحاضرات لعدد من الأساتذة والمشايخ الذين أمتعوا الحاضرين بنسمات من سيرته عليه أفضل الصلاة والسلام، وقد جاء هذا الأسبوع ردا على ما أثاره الإعلام الغربي من سخرية واستهزاء بالإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم.
افتتح سلسلة المحاضرات الشيخ الأستاذ يحيى المدغري )مدير مدرسة ابن القاضي للقراءات القرآنية( بمحاضرة عنوانها “أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم”، وقد أشاد في محاضرته بمجهودات القائمين على التنظيم وأبدى سروره بتواجد مجموعة كبيرة من الشباب، ثم تحدث عن خلق الرحمة عند المصطفى صلى الله عليه وسلم، وفصل في ذكر بعض المواقف من حياته؛ خصوصا موقفه صلى الله عليه وسلم مع رأس النفاق عبد الله بن أبي بن سلول والذي كان موقفا مؤثرا جدا.
ثم تلاه بعد ذلك الشيخ زكريا بن عبد العظيم الذي ألقى محاضرة كان موضوعها المسائل المهمات من سيرته عليه أفضل الصلاة والسلام، وقد لقيت تجاوبا كبيرا؛ واشتملت على مجموعة من الأسئلة التي طرحت على الحاضرين وتم التفاعل معها بشكل ممتاز.
وبعده قام الأستاذ عبد اللطيف زاهد، بإلقاء محاضرة عنون لها بالآية الكريمة: “وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ”، وقد عرفت مشاركته سرد مجموعة من المواقف التي تعرض لها الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته من محاولات المشركين والمنافقين واليهود كي يجهضوا دعوته في بدايتها ولكن الله تعالى تولى نصرته وحفظه كما دلت عليه الآية الكريمة.
وفي يوم الأربعاء قام الداعية عبد العالي حاجبي بذكر عدد من مواقف الصحابة رضوان الله عليهم التي نصروا فيها النبي صلى الله عليه وسلم، وأكد من خلال كلمته على مسألة مهمة وهي أنه لا يجوز للإنسان أن يتذرع بحب الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، فيعليه أكثر من مقامه وألا يغالي فيه فيصفه بصفات لا تليق إلا بالرب جل وعلا، وأكد على الوسطية في ذلك، وحذر من الغلو الموقع في الشرك.
وفي اليوم الموالي أبدع وأمتع الشيخ رشيد مومن الإدريسي الحضور، وتطرق لموضوع النصرة وأكد أنها تنقسم إلى قسمين: نصرة دائمة ونصرة عارضة، ثم عرج في محاضرته على جهود المغاربة في نصرتهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم، بحيث جعل مدار كلامه حول كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم للقاضي عياض السبتي دفين مراكش الحمراء رحمه الله، قدم بين يدي محاضرته تعريفا موجزا بالقاضي عياض ثم أخذ باستعراض أهم فقرات الكتاب على الحاضرين.
وفي يوم الجمعة تحدث الشيخ أبو الزبير؛ الذي قدم ضيفا من مدينة المحمدية؛ عن عدة قضايا تتعلق بحقوقه صلى الله عليه وسلم على أمته، فصل فيها تفصيلا ماتعا وضرب أحسن الأمثلة من سير الصحابة رضوان الله عليهم.
ومما تجدر الإشارة إليه في هذا المقام، هو تركيز الأساتذة والمشايخ على وجوب نصرة الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم، وذكروا أن النصرة تكون بعبادة قلبية وهي تقديم حب الله وحب رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام على كل المحاب، وبعبادة فعلية وهي اتباع هديه والحفاظ على سنته، وبعبادة قولية وهي الإكثار من الصلاة والتسليم عليه.
وقد خصص يوم السبت -يوم اختتام الأسبوع- لعدة مفاجئات وأنشطة علمية وثقافية، ونظمت مسابقة في السيرة النبوية، حصل على المركز الأول فيها أيوب بنعائشة (طالب بسلك الماستر جامعة محمد الخامس كلية الآداب والعلوم الإنسانية)، وبعدها تليت قصيدة عناقيد الضياء في مدح خير البرية عليه الصلاة والسلام للدكتور عبد الرحمن العشماوي، وبعدها وزعت الجوائز على الفائزين، ثم أخذت بعض الارتسامات من المشاركين الذين أكدوا من خلال مداخلاتهم على أهمية تعريف الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم وعلى أهمية اتباع هديه وسنته وطريقته وذلك من خلال إحيائها ونشرها بين الناس، كل على حسب مكانته وفضله، وكل من خلال موقعه ومكانه، التاجر في متجره والطبيب في عيادته والمرأة في بيتها..، وقد كان مقررا أن يكون هناك لقاء مفتوح بين الشيخ زكريا بن عبد العظيم والشيخ الفاضل حماد القباج إلا أن هذا الأخير تعذر عليه المجيء لأوضاع صحية ألمت به، وقد أعدت اللجنة التنظيمية حفل عشاء لكل الحاضرين جعل ختام هذا الأسبوع.
كما شهد الأسبوع عدة تلاوات قرآنية ألقيت من طرف الأستاذ أيوب بنعائشة؛ وكذلك الطالب حمزة التميمي (طالب بجامعة محمد الخامس كلية العلوم) الذي أبهج الحضور بتلاوة خاشعة بين يدي محاضرة الشيخ رشيد مومن الإدريسي.
أما عن الجو العام الذي مر فيه الأسبوع فقد عرف تميزا كبيرا على جميع المستويات؛ بحيث زينت جدران قاعة المحاضرات بنسخ من الرسائل التي أرسلها صلى الله عليه وسلم إلى ملوك زمانه يدعوهم فيها إلى الإسلام، وعرف كذلك إقبالا كبيرا من مختلف شرائح المجتمع ومن جميع الفئات العمرية، ولقي صدى طيبا عند الشباب الذين حضروا بكثافة وشاركوا بفعالية في مختلف الأنشطة والفقرات، ولم تغب مشاركة الأطفال؛ وبعض الضيوف من بلدان أجنبية (فرنسا وبعض الدول الإفريقية) الذين أنعم الله عليهم بالهداية والدخول في الإسلام والذين شاركوا بدورهم في نصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *