ما العلاقة الثاوية بين بني علمان والكذب والبهتان؟ ذ.الحسن العسال

بدون مقدمات أقول: إن العلاقة وطيدة، لأن الكذب والبهتان، بالنسبة لبني علمان من الأركان، كما هو ديدن أهل الضلال والأهواء عبر الأمكنة والأزمان، فبنو علمان في المغرب كما في مصر وغيرهما من البلدان العربية يقتاتون على الكذب، لتشويه خصومهم الإسلاميين، وكل من يشتم منه رائحة الإسلام، اقتداء بسادتهم المارينز، بعدما أعيتهم الحجج في الإقناع والاستقطاب، وبعدما أعياهم الافتراء الفكري، والبهتان النظري باتهامهم الإسلاميين بأنهم سبب التخلف، لأنهم لا يأخذون بالأسباب الكونية، التي يسمونها هم دنيوية، مع العلم أن هذه الأسباب هي من صميم شريعتنا، لأن التوكل على الله لا يقوم إلا بالأخذ بها إلى جانب التفويض.
فمن الكذب والتهويل، الذي قام به بنو علمان، منذ شهور، من خلال آلتهم الإعلامية والجمعوية، حول ما قام به مواطنون من التعبير عن سخطهم ضد فتح متجر لبيع الخمور، وذلك بادعاء تكوين لجان للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قفزا على اختصاصات الدولة، إلى اتهام سلفيين بتعرية فتاة متبرجة، مع أن أحد الإخوة قام بتحقيق في الأمر بالصوت والصورة وبين الدجل الذي يمارسه بنو علمان، معتمدين في ذلك على قصر نفس المواطن العادي في تتبع الخبر، ليبقى راسخا في ذهنه الخبر المكذوب الذي أصبح واقعا بحكم تناقله وانتشاره بشكل واسع، والنفخ فيه، ليصبح وحشا يسيطر على كيان هذا المواطن المسكين، فلا يجد بدا من تصديقه.
بل إن بني علمان يعملون من خلال الإكثار من الكذب على صنع رأي لدى المواطن بأن الإسلامي عدو له، متوسلين في ذلك بتوالي الافتراءات، وهذا ما يقترفونه عندما يردفون الأكذوبة تلو الأخرى، غير تاركين للناس مهلة للتفكير، لترسخ في الأذهان أباطيلهم، وهذا ما فعلوه حينما اتهموا سلفيا، لا يوجد إلا في خيالهم الشيطاني بقتل يهودي.
ثم ينبري مؤخرا أحد المتطرفين البربر، باتهام سلفيين بتخريب آثار أمازيغية، مصرحا لوكالة فرانس بريس بأن النقوش الصخرية التاريخية في منطقة الأطلس الكبير تمثل لوحة الشمس التي ترمز إلى أوثان تنافي عقيدة التوحيد.
فانظر أيها القارئ الكريم إلى هذ المكر المزدوج، فمن جهة هناك النفخ في نعرة العرقية، ومن جهة أخرى إقحام عقيدة التوحيد لإضفاء “المصداقية” على الخبر، وتشويه سمعة السلفيين.
ولأن بني علمان تفرق شملهم إلا علينا، فقد توحدوا على افتراء الكذب في مصر مثلا كما في المغرب، إذ يتهمون مرشد الإخوان بأنه هو من يحكم مصر بالفعل، كما يتهمون جماعة الإخوان بالسيطرة على دواليب الحكم، ولأن الحجة تعوزهم في إثبات ذلك، يلجؤون إلى “اتهام” كل من يساند الإخوان بأنه منهم، إلى درجة اتهام أيمن نور مرة بأنه إخواني!
وفضلا عن أن كذب بني علمان لا يقتصر على قطْر عربي دون آخر، فإنه لا يقتصر على أيامنا هذه، بل يمتد إلى أبعد من ذلك، ففي سنة 1385هـ/1966م ادعت مجلة المصور كذبا وبهتانا أن الشيخ ابن باز رحمه الله ينكر كروية الأرض ويهدر دم قائل ذلك، ورد الشيخ بأن الأرض كروية، وحكى عن ابن حزم وجماعة إجماع أهل العلم على أنها كروية، ونفى إهدار دم أحد من باب أولى! ولكن بني علمان لا يرعوون.
فإذا كان الإسلام دينا يحث على الصدق، فإن العلمانية رؤية دينية تمارس الكذب في أبشع صوره، وتحلم يوما ما أن تنتصر على الإسلام، كما انتصرت على المسيحية واليهودية في الغرب، وهيهات هيهات أن تنجح، ولو بدا أن الإسلام يخفت في بعض مراحل التاريخ فإنه لن يندرس بالكلية كما تندرس الأطلال، لأنه دين رب العالمين، وإنما يكون اضمحلاله الظاهر نابع من ضعف المسلمين، وليس نابعا من قصور فيه هو ذاته، كما هو الأمر بالنسبة لليهودية والنصرانية المحرفتين بأيدي أحبارها ورهبانها، فضلا عن أنهما منسوختين من رب السماء والأرض بالإسلام المهيمن على جميع الأديان السابقة.
هذه الحقيقة تجعل الغرب، يعض أنامله من الغيظ، ويحك صدغيه أسفا على عدم تمكنه من القضاء على ما يسميه “الخطر الأخضر”، فيحيك المؤامرات تلو الأخرى، وكان آخرها “اعتقاد” جهات غربية بأن المغرب سيجتاحه مدٌّ سلفي، تبقى معه الدولة والحكومة عاجزتين، ليتلقى هذا التحذير بنو علمان من بني جلدتنا معول الغرب في بلداننا لهدم ديننا؛ متوسلين في ذلك هم أيضا بحياكة الأكاذيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *