احتفال رأس السنة الميلادية.. انحراف عقدي وأخلاقي

ابتليت الأمة الإسلامية بطينة من الانهزاميين الذين يؤسسون للانهزام ويقعدون له، أو يستمتعون به وينشرونه، ثلة من ضعاف الإيمان والعزيمة ممن انهزموا في قلوبهم قبل أن ينهزموا في واقعهم، فجعلوا حياتهم نسخة لحياة الآخرين، عادات وتقاليد وأفراح وأتراح حذو النعل بالنعل والحافر بالحافر والقذة بالقذة.
ولعل الاحتفال بمهرجانات ومواسم وأعياد الآخرين أقرب صورة وأوضحها لهذه التبعية العمياء.
ففي كل سنة ميلادية جديدة يواجه المسلمون تحديا عظيما من تحديات العصر، مزيدا من التبعية والاستلاب والتقليد والذوبان.
والاحتفال بعيد السنة الميلادية هو احتفال ديني نصراني محض، احتفال بذكرى ميلاد من يسمونه بيسوع، وإعلان صريح للعقيدة النصرانية التي تغذي هذا الاحتفال، وبابا نويل الذي صار رمزا لهدايا الأطفال ما هو إلا راهب من الرهبان الذين أرسلهم البابا لجمع التبرعات لتمويل الحروب الصليبية، على حد رواية من رواياتهم.
إن احتفال بعض أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، مع أتباع يسوع بعيدهم، لا ينحصر في هذا المنزلق العقدي الخطير، بل أضاف لهذه الطامة منزلقا وانحرافا أخلاقيا، يتمثل في الاحتفالات الماجنة التي تقام في ليلة رأس السنة، والتي تكون سمتها البارزة وعلامتها الفارقة شرب الخمور واختلاط النساء بالرجال في حفلات راقصة ماجنة.
إن هذا الضياع والتيه العقدي والأخلاقي، ينضاف إليه ضياع حضاري وقلة شهامة ورجولة ومروءة، حين تتزامن تلك الاحتفالات مع وضعية محزنة ومؤسفة ومزرية تعيشها أمتنا، سببها من نحتفل معهم بأعيادهم ونرفع شاراتهم، ونحيي رموزهم وعلاماتهم، فكيف نحتفل مع هذا الغرب الذي يسبب لنا في كل لحظة مأساة من مآسينا؛ ويعمق جراحنا المرة تلو المرة. هذا الغرب الذي يصحب معه عقيدته ورموزه وعلاماته في كل حروبه التي يخوضها ضدنا، واعتداءاته التي يمارسها علينا.
إن احتفالات منعدمي الحس والأخلاق والضمير من أبناء جلدتنا بعيد يسوع، في الوقت الذي يقتل أتباع اليسوع أبناءنا ويعيثون فسادا في أراضينا، لهو الخذلان والضلال والتيه، الذي ينبئك عن الحضيض الذي يمكن أن تصله أمة تخلت عن مقوماتها وخصوصياتها وهويتها وحضارتها، تيه أكبر من تيه بني إسرائيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *