الشاعر والأديب والفقيه الأصولي المالكي مذهبا الأمازيغي نسبا أبو الطيب مولود السريري مشرف وقيم ومدرس بالمدرسة العتيقة بتانكرت حاوره: مصطفى الحسناوي

رفض الحرف العربي لا علاقة له بالمسائل العلمية ولا بالمسائل المعرفية والموضوعية التي يتذرعون بها، بل له علاقة بالإيديولوجية وكره اللغة العربية، وله علاقة بالمزاج النفسي والمواقف الشخصية.

1- ما قولكم فيمن يقول أن الأمازيغية لا يمكن أن تكتب بالحرف العربي، لأن ذلك يطرح مجموعة من الإشكاليات والتغييرات والتعديلات، وأن الأحرف العربية لا تستوعب اللغة الأمازيغية، ولا تعبر عن كل الأصوات الموجودة في الأمازيغية، ويمثلون لذلك بحرف الزاي في اللغة الأمازيغية والذي يوجد مفخما ومرققا؟
هذا حق أريد به باطل، وحرف الزاي هذا كتب بالعربية من بداية الإسلام، فيضعون تحت الزاي المفخمة ثلاث نقط لتمييزها، وكتابة الأمازيغية بالحروف العربية أقرب إلى أن تقرأ وأن تفهم؛ وهو الصواب، ورفض الحرف العربي لا علاقة له بالمسائل العلمية ولا بالمسائل المعرفية والموضوعية التي يتذرعون بها، بل له علاقة بالإيديولوجية وكره اللغة العربية، وله علاقة بالمزاج النفسي والمواقف الشخصية.

2- بمعنى أن الفقهاء والعلماء الأمازيغ لم يجدوا أي صعوبة أو حرج في كتابة الأمازيغية بالحرف العربي؟
أبدا أبدا، كل الأصوات التي يتذرع ويتحجج بها المعترضون، وجد لها العلماء قديما حلولا وتعاملوا معها وكتبوها ونطقوها وقرؤوها وعلموها وتعلموها بيسر، بل إن الكتابة بتيفيناغ هي التي فيها مشكلة لأنها مختلفة ومضطربة، كما أن النطق بها مختلف بين الطوارق وغيرهم، وهذه الحروف لا يصلح أبدا أن تكون حروف الأمازيغية على الإطلاق، والحروف العربية هي المناسبة، بل تستعمل في أصعب المعارف التي هي الفقه، وكان الناس يتعاملون بها، ولا أدل على ذلك انتشار كتبهم الأمازيغية الكثيرة بالحرف العربي.

3- طيب، التشبث بالحرف العربي إلى هذا الحد، ألا يطرح إشكالية أخرى، مفادها أننا نقدس اللغة العربية؟
نحن لا نتحدث عن القداسة بمعنى العبادة، بل بمعنى كونها وسيلة لحفظ الدين، وفهم القرآن، فهي من باب الوسيلة التي لا يتم الواجب إلا بها، ثم ما المانع أن أقدس وسيلة تؤدي إلى حفظ المقدس؟
وما المانع أن يكون عندي في هذه اللغة مزيد عناية لأنها لغة ديني؟
فالمسألة هي تفخيم للكلمات وتهويل على الناس؛ من أجل ترهيبهم بالقول أنهم يقدسون اللغة، وإذا وضعت كلمة التقديس بمعناها عند العرب وبضبط الشارع الحكيم؛ فإن استعمالها لا مانع منه، وهو من الحق الذي يلبسه الخصوم لباس الباطل، واللغة العربية هي لغة القرآن التي يجب أن تسود ويجب أن تحفظ ويجب أن تحترم، وهي لغة الدين كما قلنا ولغة سنة المصطفى وما كان هكذا فيجب أن يحترم.

4- هل تدرسون طلبتكم الأمازيغ بالعربية أم بالأمازيغية؟
ندرسهم بكل ما يحصل به المقصود والفهم، فإن كان الطالب يفهم بالأمازيغية نتواصل معه بالأمازيغية، وإن كان يفهم بالعربية نتواصل معه بالعربية ولا إشكال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *