اعرف كتابك -11- د. يوسف مازي(*)

من تناقضات اليهود والنصارى وعجيب أوهام التوراة والإنجيل
– قُدِّر عمر الزمان من آدم إِلى طوفان نوح عليهما السلام في التوراة العبرية بـ 1656 عاما؛ وفي النسخة اليونانية بـ 2262 عاما؛ وفي النسخة السامرية قدر بـ 1307 عاما؛ فأي التقدير أصح إذن؟ وصدق الله إذ يقول في سورة هود: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ}.
– أسفار العهد القديم لا تتحدث عن موسى عليه السلام بلسان المخاطب كما في القرآن الكريم، حيث الخطاب لرسول الله عليه الصلاة والسلام مباشرة: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ}، {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}، {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ}، {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}؛ والآيات كثيرة في هذا الباب، على عكس أسفار العهد القديم التي تتحدث عن موسى عليه السلام بضمير الغائب، مما يجعلنا نقرر أنها جُمعت ودوِّنَت بعده.
– اختلاف الكنائس النصرانية في عدد أسفار العهد القديم: فالبروتستانت يؤمنون بستة وستين سفرا، والكاثوليك يؤمنون بثلاثة وسبعين سفرا، والأرثوذكس يؤمنون بستة وتسعين سفرا.
– شهد شنودة الثالث، بابا أرثوذكس المصريين، بأن أسفار العهد القديم الحالية قد حذفت منها الأسفار القانونية، التي تؤمن الكنيسة الأرثوذكسية بأنها جزء من العهد القديم.
وصدق الله الذي يقول: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ}، {وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}، {وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}، {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.
أما القرآن الكريم فقال فيه سبحانه وتعالى: {الم (1) ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2)} سورة البقرة.
{وَمَا كَانَ هَـٰذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ اللَّهِ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (37)} سورة يونس.
{الم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (2) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3)} سورة السجدة.
وفي قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (سورة الحجر) بصيرة لمن أراد أن يبصر الحق فيكون ممن قال فيهم رسول الله عليه الصلاة والسلام في الحديث السابق: «وإنكم إما أن تكذّبوا بحق أو تصدقوا بباطل».
فالأمة التي حفظ الله لها كتابها محفوظة بحفظ الله للكتاب إلى يوم القيامة، فاللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-(*) باحث في العلوم الشرعية، وخطيب مسجد الزيتون – بني ملال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *