حوار مع الدكتور أحمد الريسوني الخبير الأول بمجمع الفقه الإسلامي ورئيس مركز المقاصد للدراسات والبحوث حاوره: نبيل غزال

د.الريسوني: كجميع المغاربة تلقيت خبر إغلاق دور القرآن الكريم بألم وحسرة وخيبة، ليس فقط لأننا ظننا أننا دخلنا في عهد جديد، وطور جديد، وفي ظل دستور جديد، وإصلاحات جديدة قادها جلالة الملك، بل لأن الأمر يتعلق بالقرآن هذه المرة.

حينما تنعدم الأسباب المنطقية والقانونية، تنعدم أقول، لا يبقى إلا التفسير السياسي..، لأن التفسير السياسي معروف أنه ليس له أي منطق وليس له تفسير مكشوف أحيانا.
1- أقبلت السلطات أياما قليلة قبل حلول شهر رمضان على إغلاق جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بمراكش، وكان لهذا الحدث صدى واسعا في مراكش وغيرها، بصفتكم مهتما بالشأن الوطني إضافة إلى جانب انشغالكم بالعلوم الشرعية، كيف تقرؤون هذا الحدث؟
كجميع المغاربة تلقيت هذا الخبر بألم وبحسرة وبخيبة، ليس فقط لأننا ظننا أننا دخلنا في عهد جديد، وطور جديد، وفي ظل دستور جديد، وإصلاحات جديدة قادها جلالة الملك، بل لأن الأمر يتعلق بالقرآن هذه المرة، ليس لا بتطرف ولا بإرهاب ولا رأي سياسي ولا معارضة، الناس ليست لديهم أي تهمة إلا أنهم في ميدان تحفيظ القرآن ومراكز لتحفيظ القرآن هذا الذي لم نفهمه، ولم يقدم أي تفسير مقنع بل التفسير المقدم كما يقال العذر أكبر من الزلة، لأن الذي يحتج بالقانون وقد خالفه من وجوه عديدة بل خالف الدستور، بل خالف ما له مكانة ليس لها أي مثيل عند المغاربة وهو القرآن الكريم، لم تقدم على هذه الجمعية ولا على هذا المركز مؤاخذات ولا أشياء مخالفة للقانون ولا لأي شيء، فالتفسير في غاية الضحالة إن لم نقل سخافة، فلازال الأمر مثيرا للاستغراب الشديد.
2- هل ترون أن هذا الأمر له حمولة سياسية أكثر مما هي دعوية أو من العذل الذي قدمته وزارة الأوقاف؟
والله حينما تنعدم الأسباب المنطقية والقانونية، تنعدم أقول، لا يبقى إلا التفسير السياسي والصحافة هكذا تفسر الأمر، لأن التفسير السياسي معروف أنه ليس له أي منطق وليس له تفسير مكشوف أحيانا، هذه طبيعة القرارات السياسية، تكون غير معلومة ولا يعلن عن حقيقتها ولا عن دافعها الصحيح، فما دام الأمر لفه هذا الغموض والالتواء فمعناه أنه سياسي، معناه أن انتشار القرآن ونجاح دور القرآن واتساعها بأنشطة معينة وبناس معينين، هذا هو الغرض هو ردع هذه الأمور وقطع الطرق عليها، لم يبق إلا التفسير السياسي في الحقيقة.

3- هل تتوقعون حلا لهذا الملف في الأفق القريب؟
طبعا كما يقال ما ضاع حق وراءه طالب، أنا رأيت إصرار الإخوة المسؤولين عن الجمعية وعن مراكزها، واستمعت كيف يتمسكون بموقفهم، ولأنهم على يقين ونحن معهم أنهم لا يفعلون إلا خدمة الوطن وخدمة الأمة وخدمة الشعب وخدمة المجتمع، فما داموا على هذا سواء من خلال اللجوء إلى جلالة الملك أمير المومنين ومن خلال القضاء، ومن خلال اللجوء حتى إلى المنظمات الحقوقية إن اقتضى الأمر، أظن أنه ما دام هناك ناس متمسكون بحقهم وبصوابية موقفهم لا بد أن تعود الأمور إلى نصابها وأن يذهب الغثاء جفاء.

لا شك أن القرار عدوان على القرآن الكريم، وعلى طلابه من أبنائنا وأطفالنا ونسائنا ورجالنا، وهو عدوان على مصداقية الدولة وقوانينها ودستورها.
4- هل هناك رسالة تودون إرسالها إلى أبنائكم في دور القرآن وبالموازاة إلى وزارة الأوقاف؟
وزارة الأوقاف أو مندوبها أو أيا كان الذي يقف وراء هذا القرار لا شك أن هذا عدوان على القرآن الكريم، وعلى طلابه من أبنائنا وأطفالنا ونسائنا ورجالنا، بدون شك هذا عدوان على القرآن الكريم، وهو عدوان على مصداقية الدولة وقوانينها ودستورها، فلينتبهوا إلى خطورة ما يفعلون. هذه رسالتي إليهم، يظنون أنهم يخدمون الدولة ويخدمون البلد ولكنهم في الحقيقة يضرون بكل هذه الأمور إضرارا بليغا، فليتقوا الله ولينتبهوا إلى ما يفعلون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *