إنه عنوان لكتاب اشتمل على قرابة أربعمائة حرفة ومهنة، منسوبة إلى قرابة ألف وخمسمائة محدِّث وفقيه وأديب.
ومن النماذج التي يمكن ذكرها ها هنا لأولئك الأعلام:
1. الآجرِّي، نسبة إلى عمل الآجر وبيعه، ومن العلماء المشهورين بتلك النسبة: أبو بكر محمد بن الحسين الآجرِّي، صاحب كتاب “الشريعة”.
2. الأنماطي، نسبة إلى بيع الأنماط، وهي الفرش التي تبسط، ومن العلماء المشهورين بتلك النسبة: عثمان بن سعيد بن بشار أبو القاسم الأنماطي البغدادي الأحول.
قال ابن قاضي شهبة -رحمه الله-:
أحد أئمة الشافعية في عصره، أخذ الفقه عن المزني والربيع، وأخذ عنه أبو العباس ابن سريج، قال الشيخ أبو إسحاق: كان هو السبب في نشاط الناس لكتب فقه الشافعي وتحفظه. طبقات الشافعية 1/80.
3. البحراني، نسبة إلى ركوب البحر، أو قيادة السفن، ومن العلماء المشهورين بتلك النسبة: محمد بن معمر بن ربعي البحراني القيسي البصري، وقد روى عنه الأئمة الستة.
4. البربهاري، نسبة إلى بربهار، وهي الأدوية التي تُجلب من الهند، ومن العلماء المشهورين بتلك النسبة: الحسن بن علي بن خلف أبو محمد البربهاري.
قال ابن أبي يعلى -رحمه الله-:
شيخ الطائفة في وقته، ومتقدمها في الإنكار على أهل البدع، والمباينة لهم باليد واللسان، وكان له صيت عند السلطان، وقدم عند الأصحاب، وكان أحد الأئمة العارفين، والحفاظ للأصول المتقين، والثقات المؤمنين. طبقات الحنابلة 2/16.
5. الحداد، والحدَّادي، نسبة إلى الحدادة، وهي العمل في الحديد، ومن العلماء المشهورين بتلك النسبة: محمد بن الحسين.
قال الذهبي -رحمه الله-: شيخ مرو، القاضي الكبير، أبو الفضل، محمد بن الحسين بن محمد بن مهران المروزي الحدادي.
قال الحاكم: كان شيخ أهل مرو في الحديث والفقه والتصوف والفتيا. سير أعلام النبلاء 16/470.
وفي فوائد قراءة تراجم العلماء والعبَّاد والمجاهدين قال الشيخ عبد الحي اللكنوني رحمه الله في مقدمة كتابه “الفوائد البهية في تراجم الحنفية”:
منها: الاطلاع على مناقبهم وأوصافهم ونباهتهم وجلالتهم؛ ليحصل التأدب بآدابهم والتخلق بأخلاقهم فيحشر في زمرتهم، ويدخل فيهم وإن لم يكن منهم..
ومنها: الاطلاع على آثارهم وحكاياتهم وفيوضهم وتصنيفاتهم، فيتحرك عرق الشوق إلى الاهتداء بهديهم، والاقتداء بسيرهم.اهـ.
وقال الشيخ محمد الحمد في مقدمة كتابه “تراجم لتسعة من الأعلام”: فإن الهمم لتخمد، وإن الرياح لتسكن، وإن النفوس ليعتريها الملل، وينتابها الفتور، وإن سيَر العظماء لمِن أعظم ما يذكي الأوار، ويبعث الهمم، ويرتقي بالعقول، ويوحي بالاقتداء، وكم من الناس من أقبل على الجِد، وتداعى إلى العمل، وانبعث إلى معالي الأمور، وترقى في مدارج الكمالات بسبب حكاية قرأها، أو حادثة رويت له.