الحذر من الميل مع الباطل لصدوره من شيخ له قبول أو معظَّم في النفوس

جرت قاعدة أهل البدع في سابق الدهر ولاحقه بإنهم يفرحون بصدور الكلمة الواحدة من عالم من العلماء، ويبالغون في إشهارها وإذاعتها فيما بينهم، ويجعلونها حجة لبدعتهم ويضربون وجه من أنكر عليهم.
قال ابن الجوزي رحمه الله: “ولقد كان جماعة من المحققين لا يبالون بمعظم في النفوس إذا حاد عن الشريعة بل يوسِعونَه لَوما.
نقل عن أحمد أنه قال له المروذي: ما تقول في النكاح؟ فقال: سنة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: فقد إبراهيم (أي: ابن أدهم) ، قال: فصاح بي وقال: جئت ببُنيَّات الطريق..
واعلم أن المحقق لا يهوله اسم معظم كما قال رجل لعلي رضي الله عنه: أتظن أن طلحة والزبير كانا على الباطل؟ فقال له: إن الحق لا يعرف بالرجال، إعرف الحق تعرف أهله.
ولعمري إنه قد وقر في النفوس تعظيم أقوام إذا نقل عنهم شيء فسمعه جاهل بالشرع قبله لتعظيمه في نفسه” صيد الخاطر 36-37.
قال الشوكاني رحمه الله: “فإن المجتهد هو الذي لا ينظر إلى من قال، بل إلى ما قال، فإن وجد نفسه تنازعه إلى الدخول في قول الأكثرين والخروج عن قول الأقلين إلى متابعة من له جلالة القدر ونبالة ذكر وسعة دائرة علم، لا لأمر سوى ذلك، فليعلم أنه بقي فيه عرق من عروق العصبية، وشعبة من شعب التقليد وأنه لم يوف الاجتهاد حقه” أدب الطلب 122.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *