حديث: “إذا تحيرتم في الأمور فاستعينوا بأصحاب القبور”.
وفي لفظ: “إذا أعيتكم الأمور..”.
درجته: موضوع.
انظر: اقتضاء الصراط المستقيم 682/2، القاعدة الجليلة 891-892، مجموع الفتاوى 1/356 و11/293، تحذير المسلمين377، إغاثة اللهفان 233/1، الرد على البكر 303، موارد الأمان 283، الحاوي بتخريج الفتاوي70، السنن والمبتدعات 264، مجموع الرسائل 31/1، الدعاء مفهومه وأحكامه 122، المنظار61، البحوث 119/82.
التعليق: وهذا من الأحاديث المكذوبة المختلقة الموضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، تناقض دينه وما جاء به، وضعهها المشركون وراجت على أشباههم من الجهَّال والضُّلال.
والله بعث رسولَه صلى الله عليه وسلم لدعوة التوحيد لقتال ونبذ الشرك وجنَّبَ أمَّتَه الفتنةَ بالقبور بكلِّ طريق؛ ومنها حكايات حكيت عن أهل تلك القبور: أنَّ فلانًا استغاث بالقبر الفلانيّ في شدة فخلصه منها، وفلان نزل ضرٌّ به فاستدعى صاحب ذلك القبر فكشف ضرَّه، وفلان ناداه في حاجة فقضيت حاجته، وعند السدنة والقبوريين شيء من ذلك يطول ذكره، وهم من أكذب خلق الله على الأحياء والأموات.
والنفوس مولعة بقضاء حوائجها، وإزالة ما يضرها، لاسيما من كان مضطرًا يتشبَّث بكلِّ سبب، وإن كان فيه كراهة ما، فإذا سمع أحدٌ أنَّ قبرَ فلان ترياق مجرب، يميل إليه فيذهب إليه ويدعو عنده بحرقة وذلة وانكسار، فيجيب الله تعالى دعوته لما قام بقلبه من الذلة والانكسار؛ لا لأجل القبر؛ فإنَّه لو دعا كذلك في الحانة والحمام والسوق لأجابه؛ فيظنّ الجاهل أنَّ للقبر تأثيرًا في إجابة تلك الدَّعوة، ولا يعلم أنَّ الله تعالى يجيب المضطرَّ ولو كان كافرًا؛ فليس كل من أجاب الله تعالى دعاءه يكون راضيًا عنه ولا محبًا له ولا راضيًا لفعله؛ فإنه يجيب دعاء البر والفاجر، والمؤمن والكافر.اهـ. المجالس الأربعة من مجالس الأبرار لأحمد الرومي الحنفي:24.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب التوسل: “هذا الحديث كذب مفترى على النبي صلى الله عليه وسلم بإجماع العارفين بحديثه؛ لم يروه أحد من العلماء بذلك ولا يوجد في شيء من كتب الحديث المعتمدة وقد قال تعالى: “وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا”. وهذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام أنه غير مشروع؛ وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عما هو أقرب من ذلك -عن اتخاذ القبور مساجد ونحو ذلك- ولعن أهله تحذيرا من التشبه بهم فإن ذلك أصل عبادة الأوثان. اهـ. انظر: أحاديث منتشرة لم تثبت في العقيدة والعبادات والسلوك؛ لأحمد بن عبد الله السلمي. بتصرف.
ومن هذا قول بعضهم لما هاجمهم التتر:
ياخائفيــن من التتر لوذوا بقبر أبــي عمر
عوذوا بقبر أبـي عمر ينجيكمـوا من الضرر