أعظم ما أمر الله به عبادته وحده لا شريك له كما قال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في نفسير الآية: “شرع تبارك وتعالى في بيان وحدانية ألوهيته بأنه تعالى هو المنعم على عبيده بإخراجهم من العدم إلى الوجود” 1/54.
وأعظم ما نهى الله جل وعلا عنه الشرك وهو دعوة غيره معه وأن تجعل لله ندا في العبادة وهو خلقك.
عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم: “أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك” رواه البخاري.
قال تعال: “وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً”.
فقوله سبحانه: “وَاعْبُدُواْ اللّهَ” يعني وحدوه وأطيعوه “وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً” أخلصوا له في العبادة، ولا تجعلوا له في الربوبية والإلهية شريكا، لأن من عبد مع الله غيره أو أراد بعمله غير الله فقد أشرك به، ولا يكون مخلصا.
روى البخاري ومسلم عن معاذ ابن جبل رضي الله عنه قال: “كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار، فقال: “يا معاذ! هل تدري ما حق الله على عباده؟ وما حق العباد على الله؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا”
قال الناظم:
وأعظم الذي أراد الله *** توحيده فمن أبى قلاه
ووصفه الإفراد بالعباده *** فقم به لتكرم الزياده
وعكسه الشرك بلا تردد ***ومن وعى مقالتي فقد هدي
دليله بسورة النساء *** وخل حتما مكمن البلاء