لم يعد خافيا على من له أدنى اهتمام بواقع المسلمين ما يعانونه من دول الاستكبار والتجبر من إذلالهم واضطهادهم وإعلان الحرب عليهم، فرغم اختلاف الأماكن والثقافات وألوان الناس ولغاتهم وطبائعهم إلا أن العداء للإسلام ولكل ما هو إسلامي، يعد سمة وخصيصة لا تنفك عن المشهد الثقافي والإيدليوجي المسيطر على السياسيين ورجال الدين وصانعي القرار في كافة دول الغرب، وهذا ليس بغريب عنهم ولكن مما يدمي القلب أن يوجد من بني جلدتنا وممن يتكلمون بألسنتنا من يتبنى هذا الأمر وهو: معاداة الإسلام والمسلمين، فإلى هؤلاء أقول:
لماذا حين يطلق اليهودي لحيته يعتبرونه مؤمنا ويمارس طقوسه الدينية بكامل حريته، ولكن حين يطلق المسلم لحيته يعتبرونه متطرفا وإرهابيا..؟ !
لماذا حين ترتدي الراهبة ملابس تغطيها من قمة رأسها حتى أخمص قدميها تعتبر مؤمنة ووهبت نفسها لخدمة الرب، ولكن عندما تلتزم المسلمة بحجابها الشرعي تعتبر رجعية ومتخلفة؟ !
لماذا حين تلازم المرأة الغربية بيتها لترعى أولادها وأسرتها تعتبر امرأة عظيمة ضحت بنفسها وذاتها، ولكن حين تفعل المرأة المسلمة ذلك عن قناعة تامة يطالبون بتحريرها من التخلف والعبودية التي فرضت عليها من الإسلام؟!
لماذا حين تذهب فتاة متحررة إلى الجامعة في أي مكان في العالم تستطيع أن ترتدي ما تشاء من ملابس، ولكن حين تذهب الفتاة المسلمة إلى الجامعة مرتدية الحجاب تمنع من الدخول بحجة مخالفة المظهر الحضاري للحرم الجامعي؟!
لماذا حين يتهم أي شخص في العالم بارتكاب جريمة قتل أو غيرها لا يتم ذكر ديانته نصرانيا أو يهوديا..، ولكن حين يتهم مسلم بالقتل أو أي جريمة أخرى يوضع الإسلام مباشرة في قفص الاتهام؟!
لماذا حين يصب أي طفل أو شاب اهتمامه على موضوع كالرياضة أو الموسيقى… الخ يعتبر عاقلا وناضجا، ولكن حين يصبح الإسلام والالتزام أولى اهتماماته يعتبرونه فاشلا وضائعا؟!
لماذا حين يضحي أي شخص بنفسه من أجل إنقاذ الآخرين يعتبر إنسانا شهما ونبيلا، ولكن حينما يقوم الفلسطيني بذلك لحماية بيته من التدمير ولحماية مسجده من الانتهاك ولإنقاذ ابنه من القتل وأخيه من التعذيب وأمه من التشرد والاغتصاب يعتبر إرهابيا؟!
وبعد كل هذا لماذا الإسلام هو أسرع ديانات العالم نموا؟؟
[يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ]التوبة.