لم يكن المالكي بحاجة إلى ضوء (دولي) أخضر للمضي قدماً في عملياته الانتقامية من أهل السنة في العراق، في المحافظات الثائرة ضده وضد حكومته العنصرية، فالمالكي تابع في كل تحركاته، فلا يكاد يتحرك قيد أنمله إلا بأمر أمريكي/إيراني، ولهذا بقي في منصبه طيلة هذه المدة، ولهذا لم تنكسر شوكته حتى الآن، ولهذا وقف الغرب معه مؤخراً وأيده في تحركاته ضد أهل السنة في العراق.
فأول أمس أعلن مجلس الأمن الدولي عن تأييده القوي لحكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في حملتها العسكرية التي تستهدف السنة في محافظة الأنبار، حيث أعرب المجلس المكون من 15 عضواً في بيان له “عن دعمه الشديد للجهود المتواصلة للحكومة العراقية” ضد معارضي حكومة المالكي.
وجاء هذا الدعم عقب إعلان كل من فرنسا وروسيا وأمريكا وإيران دعمها للمالكي ضد السنة، بعد تمكن مسلحي العشائر من السيطرة على الفلوجة ومناطق من الرمادي، وهي المرة الأولى التي يكون فيها للمسلحين مثل هذه القوة منذ العمليات المسلحة التي أعقبت الغزو الأمريكي للعراق عام 2003م, وفقا لـ”بي بي سي”..
وعقب هذه الهجمة الغربية والانحياز القبيح لحكومة المالكي المتطرفة زادت الهجمة الشيعية ضد أهل السنة، فأمطر الجيش العراقي مدينة الفلوجة بقذائف المدفعية والهاون في محاولة منه لانتزاعها من مسلحي العشائر. وشوهدت أعمدة الدخان من أماكن متفرقة من المدينة، كما سمع دوي انفجارات وإطلاق نار في مناطق مختلفة بالمدينة.
جدير بالذكر أن مصادر أمنية أفادت أن استهداف الأنبار قد أسفر عن مقتل 380 مدنيًّا إضافة إلى مئات الجرحى، وأن من القتلى أطفالاً ونساءً وشيوخاً.
كما أعلنت منظمة السلام لحقوق الإنسان في محافظة الأنبار، أن 73 قتيلا و297 جريحا سقطوا خلال المعارك التي وقعت في عشرة أيام في المحافظة.
وقال رئيس المنظمة محمد علي إن “عدداً من الضحايا المدنيين الذين سقطوا في محافظة الأنبار منذ عشرة أيام بلغ 73 قتيلا بينهم 21 طفلا و13 امرأة، فيما أصيب 297 آخرين بينهم 155 طفلا وامرأة”، مبينا أن “89 جريحا حالاتهم حرجة للغاية”.
وأوضح أن “عدداً من العوائل اضطرت إلى دفن قتلاها في حدائق المنازل بعد محاصرتها، وتعذر إخراج الجثث لأكثر من يومين”.
إن الغرب- وأمريكا على وجه الخصوص- شريك في كل ما حدث ويحدث في العراق وفي كثير من بقاع العالم الإسلامي، فما كان للمالكي ولمن معه أن يوغل في القتل لولا تأييد الغرب ووقوفه إلى جانبه، ودعمه الشديد له سياسياً وإعلامياً وعسكرياً.
مركز التأصيل للدراسات والبحوث