رغم تنوع الموارد والمقدرات.. إفـريقيا الوسطى أفقر بلدان القارة السمراء

تقع جمهورية أفريقيا الوسطى قلب القارة الإفريقية، وتحدها تشاد في الشمال، والسودان في الشمال الشرقي، وجنوب السودان في الشرق، وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية الكونغو في الجنوب والكاميرون في الغرب.
وتغطي مساحة إفريقيا الوسطى حوالي 620.000 كيلومتر مربع، ويقدر عدد سكانها بحوالي 4.4 مليون اعتبارا من عام 2008، وعاصمتها هي: بانغي.
وتغطي معظم أراضي البلاد السافانا السودانية الغينية، وتشمل أيضا منطقة الساحل والسودان في الشمال، ومنطقة الغابات الاستوائية في الجنوب. وثلثي البلاد يقع داخل أحواض نهر أوبانغي الذي يتدفق جنوبا إلى الكونغو، في حين أن الثلث المتبقي يكمن في حوض شاري، الذي يتدفق شمالا إلى بحيرة تشاد.
وتتوفر إفريقيا الوسطى على أراض فلاحية خصبة، وثروات معدنية هامة، مثل احتياطيات اليورانيوم في باكوما، وكذا النفط الخام في فاكاغا، والذهب والماس والخشب والطاقة المائية.
ورغم ذلك يعد هذا البلد من أفقر البلدان في العالم، ويصنف ضمن أفقر عشرة بلدان في أفريقيا. ومؤشر التنمية البشرية لجمهورية أفريقيا الوسطى هو 0.343، الأمر الذي يضع البلد في الرتبة 179 من بين 187 بلدا في قائمة البيانات.
وأطلقت فرنسا -التي كانت تحتل هذا البلد- على مستعمرتها التي اقتطعتها في هذه المنطقة اسم أوبانغي-شاري، وتقع معظم هذه الأراضي في أحواض نهري أوبانغي وشاري.
وفي الفترة بين 1910-1960 كانت تشكا جزء من أفريقيا الاستوائية الفرنسية. وأصبح إقليما يتمتع بحكم شبه ذاتي في ظل الجمهورية الفرنسية في عام 1958، ومن ثم دولة مستقلة في 13 غشت عام 1960، فاتخذت اسمها الحالي.
وكانت تُحكَم جمهورية إفريقيا الوسطى لأكثر من ثلاثة عقود بعد الاستقلال بحُكَّام غير منتخبين تولوا السلطة بالقوة. وعقدت انتخابات ديمقراطية متعددة الأحزاب لأول مرة عام 1993، مع المعونة من الموارد التي تقدمها الجهات المانحة في البلاد ومساعدة من الأمم المتحدة.
وقادت الانتخابات أنجي فيليكس باتاسيه إلى السلطة، لكنه خسر الدعم الشعبي خلال فترة رئاسته وأطيح به عام 2003 من قبل الجنرال فرانسوا بوزيزي، الذي فاز في انتخابات ماي2005، إلا أن عجز بوزيزيه دفع أجور العاملين في القطاع العام أدت إلى إضرابات في سنة 2007، ما دفعه إلى تعيين حكومة جديدة في 22 يناير 2008، برئاسة فوستين أرشانج تواديرا.
وفي فبراير 2010، وَقَّعَ فرانسوا بوزيزيه مرسوما رئاسيا حدد 25 أبريل 2010 موعدا للانتخابات الرئاسية؛ تم تأجيلها بعد ذلك، وفي يناير 2011 جرت الانتخابات التي فاز بها بوزيزيه وحزبه. على الرغم من حفاظه على قليل من الاستقرار.
وكان حكم بوزيزيه يعاني من الفساد والمحسوبية والسلطوية، الأمر الذي أدى إلى تمرد علني ضد حكومته. وقاد التمرد تحالف من فصائل المعارضة المسلحة المعروفة باسم تحالف سيليكا، وقد أطيح بوزيزيه في 24 مارس 2013، وتولى بعده السلطة الرئيس ميشيل جوتوديا.
ولم تكتمل سنة واحدة فقط على تولي الرئيس “المسلم” ميشيل جوتوديا الحكم -والذي كان يحمل اسم “محمد ضحية” قبل أن يغير اسمه- حتى أطيح به عن طريق انقلاب “بعد إرغامه إثر حصار قصره على الاستقالة هو ورئيس وزرائه نيكولا تيانجاي، وعقب اجتماع للدول الإقليمية بضغط فرنسي لحمله على اتخاذ قرار ينهي فترة حكمه التي بدأها بإطاحة سلفه فرانسوا بوزيزي في أعقاب حملة قادتها ميليشيات سيليكا التي يغلب عليها المسلمون إلى الزحف إلى العاصمة بانغي، ومن ثم عين نفسه رئيساً انتقالياً لحين إجراء انتخابات جديدة..”.
وتجدر الإشارة إلى أن “النسب التي تتردد كثيراً عن أن المسلمين في جمهورية إفريقيا الوسطى لا تزيد وفقاً لأعلى التقديرات عن 20% من تعداد سكان الجمهورية هي أرقام مشكوك بشدة في صحتها بالنظر إلى طبيعة المحيط الإقليمي، وبالنظر إلى تجارب “مريرة جداً” مشابهة، وهنا يبدو أن وصول حاكم مسلم إلى سدة الحكم -دون النظر عن مدى التزامه الديني-، وإن كان بطريقة عسكرية مجردة، يدل على الحضور الإسلامي في الجمهورية مهما قيل عن الطريقة التي جاء بها للحكم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *