يا بخس فلسطين!.. أيبيعها من لا يملكها ويشتريها من لا يستحقها..؟

“يا بخس فلسطين!.. أيبيعها من لا يملكها، ويشتريها من لا يستحقها..؟ يا هوان فلسطين!.. يقولون: إن فلسطين منسك للأديان السماوية الثلاثة، وإنها قبلة لأهل تلك الأديان جميعا، فإن كان ما يقولون حقا -وهو حق في ذاته- فإن أحق الناس بالائتمان عليها العرب، لأنهم مسلمون، والإسلام يوجب احترام الكتب والكتابيين، ويوجب الإيمان بجميع الأنبياء والمرسلين، ويضمن إقامة الشعائر لليهود والمسيحيين، لا اليهود الذين كذبوا الأنبياء وقتلوهم، وصلبوا -بزعمهم- المسيح الصادق، وشردوا حوارييه من فلسطين، وكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم بعدما جاءهم البينات”. (البصائر، العدد 22 سنة 1948م)

“أيها العرب! إن قضية فلسطين محنة، امتحن الله بها ضمائركم وهممكم وأموالكم ووحدتكم، وليست فلسطين لعرب فلسطين وحدهم، وإنما للعرب كلهم، وليست حقوق العرب فيها تنال بأنها حق في نفسها، وليست تنال بالهوينا والضعف، وليست تنال بالشعريات والخطابيات، وإنما تنال بالحزم والتحاد والقوة.
إن الصهيونية وأنصارها مصممون، فقابلوا التصميم بتصميم أقوى منه، وقابلوا الاتحاد باتحاد أمتن منه.
وكونوا حائطا لا صدع فيه وصفا لا يرقع بالكسالى”
(“البصائر” العدد 5 سنة 1947م)

“إن من يبيع شيئا من أرض فلسطين وما حولها لليهود أو للإنكليز، فهو كمن يبيع المسجد الأقصى، وكمن يبيع الوطن كله، لأن ما يشترونه وسيلة إلى ذلك، وإلى جعل الحجاز على خطر، فرقبة الأرض في هذه البلاد هي كرقبة الإنسان من جسده، وهي بهذا تعد شرعا من المنافع الإسلامية العامة، لا من الأملاك الشخصية الخاصة، وتمليك الحربي لدار الإسلام باطل، وخيانة لله ولرسوله ولأمانة الإسلام، ولا أذكر هنا كل ما يستحقه مرتكب هذه الخيانة، وإنما أقترح على كل من يؤمن بالله وبكتابه وبرسوله وبخاتم النبيين أن يبث هذا الحكم الشرعي في البلاد، مع الدعوة إلى مقاطعة هؤلاء الخونة الذين يصرون على خيانتهم في كل شيء، من المعاشرة والمعاملة والزواج والكلام حتى رد السلام”. (مجلة “المنار” لمحمد رشيد رضا (م 34 ص 612) عدد ذي القعـدة سنة 1353هـ – مارس سنة 1935م).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *