هو الإمام المحدث الراوية اللغوي الزاهد أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن حزب الله الفاسي المعروف بابن البقار.
ولد أوائل القرن السادس الهجري، من بيت بني حزب الله الخزرجيين، كان بيتهم بفاس بيت أصالة وعلم، وأصلهم من الأندلس، وطرأوا على فاس فاستوطنوها، وهم من ولد قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي.
حصَّل الإمام ابن البقار علومه ومعارفه الأولية بمدينة فاس، فروى عن أبي الحسن ابن حنين، وأبي عبد الله ابن الرمامة، وأبي إسحاق ابن قرقول، وأبي الحجاج العشاب، وأبي عبد الله ابن خليل، وأبي محمد ابن عبيد الله، وأبي العباس ابن صالح القرطبي، وأبي العباس ابن محمد المرادي الدباج، وغيرهم.
ودخل الأندلس فلقي بها أبا القاسم ابن بشكوال، وأبا بكر ابن خير، وأبا الحسن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي، وأبا القاسم ابن الحاج، وأبا بكر ابن خير، وأبا القاسم الشراط، وأبا عبد الله ابن المجاهد، وأبا بكر ابن عبيد، وغيرهم.
وممن أجازه ببلاد الأندلس: أبو محمد ابن دحمان، وأبو عبد الله ابن حفص، وأبو القاسم ابن حبيش، وأبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي، وأبو عبد الله ابن الفخار، لقيه بفاس وكتب إليه من الأندلس، وممن لم يلقه وكتب إليه مجيزا من أهل الأندلس: أبو عبد الله ابن حفص، وأبو القاسم ابن دحمان، وحدَّث أيضاً عن أبي طاهر السِّلَفِي بإجازته العامة لأهل المغرب.
ومن أشهر تلاميذه أبو علي الحسين بن الفرج القصري، وأبو عمران موسى السلوي، وأبو الحسن ابن القطان، هذا الأخير تذكر المصادر أنه تفقه به وأجاز له جميع روايته في سنة 582هـ.
وممن أثنى على مترجمنا الحافظ ابن الأبار، قال عنه: “كان من أهل الفقه والحديث، متحققاً بالرواية والحديث عن رجالها، عاكفاً على التدريس، حافظاً متفنناً، زاهداً فاضلاً”، وقال عنه أيضا ابن عبد الملك المراكشي: “كان أحد الأئمة في علم الحديث والضبط للرواية وحسن التقييد، والتنقير عن أحوال الرجال، علماً في الزهد والفضل والحفظ للغة، عني بذلك كله كثيراً، واستنفد فيه عمره مستفيداً ثم مفيداً، إلى أن توفي رحمه الله”.
ويذكر العباس بن إبراهيم المراكشي أنه وقف على تأليف للإمام ابن البقار سماه: “الأدوار في تسيير الأنوار”، بخط الموقت السيد الطاهر بن المحجوب بن محمد الحمري السعيدي المراكشي، انتسخه عام 1320هـ.
لم تذكر المصادر زمان أو مكان وفاة الإمام ابن البقار، لكن يستفاد من تاريخ إجازته لأبي الحسن ابن القطان، أنه توفي، رحمه الله، بعد سنة 582هـ.