الرحالي الفاروق (1315-1405هـ/1897-1985م)

بعد رحلة الشيخ الفاروقي رحمه الله إلى فاس وبجامعة القرويين تتلمذ الشيخ على عدة علماء، هذه أسماء ثلة منهم
العلامة شيخ الجماعة أحمد بن الجيلالي الأمغاري ت1352هـ قرأ عليه السلم للقويسيني بحاشية بناني وغير ذلك، العلامة شيخ الإسلام أبو شعيب الدكالي الصديقي ت1356هـ، العلامة الحسين بن محمد العراقي ت1356هـ قرأ عليه الزقاقية، والتلخيص بالمطول، العلامة القاضي عبد الرحمن بن محمد بن القرشي الإمامي ت 1358هـ قرأ عليه صحيح الإمام مسلم، وجمع الجوامع في أصول الفقه، العلامة مولاي عبد الله الفضيلي ت1363هـ قرأ عليه جمع الجوامع، العلامة محمد بن أحمد بن الحاج السلمي ت1364هـ وهو عمدته وسنده بمدينة فاس، وكان يزلفه ويقربه قرأ عليه مختصر خليل بشروحه المختلفة، والموطأ للإمام مالك، العلامة السيد محمد الراضي السناني ت1385هـ قرأ عليه جمع الجوامع.
وبعد عامين ونصف من التقاط الدرر وكتابة الطرر بفاس -على حد تعبير الشيخ الرحالي- عاد إلى مسقط رأسه وتراب نعله ، ومسكن أهله وعشيرته فتلقاه القوم بالأعلام وأقاموا الولائم والأفراح ، وأجروا الجياد وأطلقوا {البارود} – على عادتهم – احتفاء بعودة نابغتهم المرجو لتحقيق كل الآمال
وقد لازم الشيخ الرحالي الشيخ الحافظ المحدث أبي شعيب بن عبد الرحمن الدكالي الصديقي {ت 1356هـ} في مدينة الرباط ثلاث سنوات، وقد درس عليه الحديث النبوي الشريف، ثم عاد إلى بلده وقد علا سنده واكتمل تكوينه.
ويشير الشيخ رحمه الله إلى هذا بقوله في آخر نص إجازته لطلابه:
“..ومن كمال العناية بموضوع إجازتك أنني أهدي إليك سندا عاليا لصحيح البخاري وهو عن الشيخ السلفي أبي شعيب الدكالي عن الشيخ سليم البشري عن الشيخ منة الله عن الشيخ الأمير، عن أبي الحسن الصعيدي عن الشيخ محمد بن عقيلة المكي عن الشيخ حسن العجيمي عن أحمد بن العجل اليمني عن الشيخ إبراهيم ابن صدقة الدمشقي عن الشيخ عبد الرحمان بن عبد الأول الفرغاني عن أبي عبد الرحمان محمد بن شاذ بخت الفرغاني عن يحيي بن عمار الختلا ني عن محمد بن يوسف الفربري عن أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله ورضي عنه و أرضاه”.
بعدما أتم الشيخ دراسته عاد “إلى مسقط رأسه وتراب نعله فاستراح من تعب الدراسة و نصب الكتابة”
ثم فكر رحمه الله في نشر العلم وتوجيه الناس، مقررا بناء مدرسة يكون عليه إرشاد طلبتها، وعلى والده نفقتهم .
فبنى المدرسة المذكورة بمدينة قلعة السراغنة، وجلس رحمه الله يقرأ مع الطلبة ما يناسبهم من علوم وفنون، في حيوية ونشاط، “إلا أن الدنيا لا تصفو من الأكدار ولا تخلو من الأحداث، فبينما هو في الراحة والاستجمام مع الأحباب والأرحام، إذ فوجيء بانتقال والده المفضال إلى رحمة الكبير المتعال، فارتحل إلى موضع الفاجعة، وا شتغل بجامعة الأسرة، وتسيير مصالحها، لأن الأسرة المركبة من الأمومة و العمومة والإخوة والأخوات ألحت عليه في الإشراف على أمورها وجعلته مربوطا بعهودها”.
وفي هذه السنة بالذات، كادت أمنية الوالد الراحل إلى عفو الله تتحقق بتولي ابنه الشيخ الرحالي القضاء بمدينة قلعة السراغنة بعد وفاة قاضيها العلامة السيد عبد السلام بن المعطي السرغيني، نزولا عند رغبة السكان وترشيحهم له، لكن الظروف حالت دون ذلك لحكمة يعلمها الله تعالى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *