تشبث المولى عبد العزيز بالصحراء ودعم ممثليه بالسلاح ورفضه احتجاج فرنسا

في مستهل 1907 إلحاح جديد من مليي لاكروا Millies Lacroix المكلف لدى وزارة الخارجية.
(باريس 7 يناير 1907 بواسطة برقية في الثاني من يناير الجاري) بعث العامل العام لإفريقيا الغربية الفرنسية إلى مصلحتنا، معلومات مختلفة توصل بها تخص أولاد غيدا:
– أمير أدرار الذي خرج من تكانت Tagant مع 300 جمل للحمل، إلى حيث وصل في كاب جوبي من أجل جلب السلاح والذخيرة التي بعث بها سلطان المغرب.
– مرجعي في الاتصالات السابقة الخاصة بحركة الحكومة الشريفة المتعلقة بوضعنا في غرب افريقيا يشرفني إخباركم بوجه خاص بالمعلومات التي تثبت مرة أخرى ضرورة بذل مجهود كبير من أجل تدخل فعال لدى سلطان المغرب.
مليي لاكروا ص:102 (1909م إفريقيا الفرنسية).
وفي 8 يناير كتب رونو Renault إلى السيد بيشون وزير الشؤون الخارجية:
– طنجة 8 يناير 1907م: لم أنقطع عن إشعار قنصلنا بفاس بالعمل على التبيين لجنابكم في أقرب الآجال مقدار مسؤولية المخزن في أحداث موريطانيا، وقد طلبت من السيد كيار الاحتجاج بشدة لدى الحكومة المغربية ضد التواطئ الغير المقبول مع خصومنا في الجنوب، وجعلته يلتمس حثيثا عن طريق بن سليمان فسخ شكليات علاقات المخزن مع مثيري الفتن والاعتداءات على سلطاتنا في النواحي المعترف لنا بها في المعاهدات (رونو).
وفيما يلي نتيجة هذه المجهودات:
– طنجة 24 يناير 1907م: قنصلنا بفاس الذي سبق أن كاتبته للاحتجاج لدى وزير الخارجية ضد استخدام اسم السلطان في أدرار وموريطانيا، وقد بعث لي مؤخرا بعض محادثاته مع ابن سليمان، الرسالة التي أتشرف ببعثها رفقته إلى معاليكم.
وهذه الرسالة تبين مسؤولية المخزن في الأحداث القريبة العهد بإفريقيا الغربية، وتستدعي بدون شك انتظار جواب رسمي يتخذ على ضوئه شكوى ضده، لكن يحتمل أن يشكل توضيحا يزود بملخص من تقرير السيد كيار.
الدرس العقابي لمولاي إدريس الذي أوقعه الكولونيل ميشارد Michard عليه جاء في وقته المناسب ليبعث الحكومة الشريفة على التفكير.
إني أجهل مقدار التنسيق بين حركة قواتنا الصحراوية وقواتنا بإفريقيا الغربية فيما يتعلق بالرؤية العسكرية، لكنها ستصبح مرغوبا فيها بعد دخول المتعصبين وعدائهم الواضح ضد فرنسا، بواسطة الولي والمخزن الذي قدم لنا مثالا لوسائلنا الرادعة والتي لن تترك سلطة ماء العينين وأعوان السلطان تنمو وتكبر في الجهة.
رسالة من قنصلنا بموكادور -الصويرة- تقول بأن الشيخ سيتسلم مدافع قدمت هدية من عبد العزيز لقتالنا. (رونو ص:102 – 1909م).
فاس في 19 يناير 1907م
لي الشرف أن أفيدكم بتوصلي برسالتكم المؤرخة بـ 2 و8 من هذا الشهر، تبين مسؤولية المخزن في أحداث أدرار وموريطانيا.
منذ بداية الأسبوع، شرعت أعالج هذا الموضوع مع السيد عبد الكريم بن سليمان المشغول كثيرا بمسألة الفحص حيث تمت المقابلة بالأمس -وصلنا في منتصف النهار-.
لقد أجريت في الواقع محادثات طويلة معه حيث طلب مني عرضا مفصلا متواصلا لرسالتكم السالفة طبقا لتعليماتكم.
كما أني ترجمت شخصيا له رسالة الشيخ أمجد للشيخ سيديا، وقد حضر لقاءنا السيد إدريس البوكيلي الذي دوّن معلوماتي وكذلك رسالة الشيخ أمجد.
وقبل إعطاء المعلومات لسي عبد الكريم والمستندات التي تبين جليا الدور الذي يلعبه ماء العينين والشريف مولاي إدريس تساءلت عن شخصية الأخير وموضوع بعثتي. وهذه هي المعلومات التلقائية المقدمة لي:
“منذ حوالي سنة ونصف أرسلت منطقة أدرار وشنقيط مبعوثين إلى فاس صحبة ابن ماء العينين للشكوى مما يقوم به المسؤولون الفرنسيون بالسنغال من إحتلالات لأراضيهم بهذه المنطقة التي لم تكن أبدا منتمية إلى السنغال إذ هي منذ زمن بعيد تابعة لسلطان المغرب ولحد الساعة تقام خطبة الجمعة باسم عاهل المغرب بالمساجد هناك.
أمام هذه الأوضاع فإن مولاي عبد العزيز لا يمكن له ألا يهتم بخروج هؤلاء المسلمين من مكانتهم تحت سلطته الروحية، فكلف شريفا من عائلته هو مولاي إدريس للذهاب مع ابن ماء العينين إلى طرفاية (كاب جوبي )، حيث لأمناء موكادور الأوامر لتموينه عبر البحر.
مولاي إدريس عاين الأوضاع، ونظر هل المنطقة التي تحتلها تنتمي إلى السنغال أم إلى السادة المغربية، وبعدما توصل إلى الخلاصة لم يتردد في إعلان الحرب المقدسة، هذه الحماقة لم تأت على بال أي واحد من رجال المخزن، لكن التعليمات اللازمة أعطيت للحاشية بفاس وأن السلطان سيضع السلطة بين يدي الحكومة الفرنسية في قالب مهذب في مفاوضات من أجل تعيين الحدود الخاضعة لسلطته”.
سي عبد الكريم بن سليمان طلب مني المتابعة مع مساعده، الذي قدم لي هذه الشروح بصفة منفردة وشخصية دون تكليف من أي مسؤول مخزني، قبل أن يعرض على السلطان المعطيات التي قدمتها للحصول على جواب رسمي من الحكومة الشريفة، ولاح لي أن المخزن لا يريد التنكر لا لماء العينين ولا لمولاي إدريس، الكل يحمل كامل المسؤولية المباشرة وما ينتج عنها من عواقب تؤدي إلى الثورة الدينية وتصرفاتها.
كيار ص 103/1909.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *