لسان حال المغرب

17/05/1907 – 04 ربيع الثاني 1325هـ
مراكش في 25 ربيع الأول لمكاتبنا الفاضل الخصوصي
أنبأنا قبلا بما حدث من أمر الرحامنة والسراغنة، وكيف انصرفت المسألة على الوجه الذي ذكرناه.
ولكن قد حصل بعده ما أوجب أن نبادر بعرضه وهو الصحيح الذي لا زيادة فيه ولا نقصان.
وذلك أن نساء الناس الذين قبض عليهم بتهمة قتلهم للطبيب موشان ذهبن إلى قبيلة الرحامنة وأطلعنهم على ما لحق بهن من العار واستنجدن بهم على خلاص رجالهن من السجن، فاجتمعت القبيلة المذكورة وتباحثوا في الأمر وكتبوا إلى حضرة سمو مولاي عبد الحفيظ يطلبون منه أمورا –كان خليفة للسلطان- منها:
تسريح المساجين العشرة
إزعاج –إخراج- بعض الأجانب من مراكش
أهل الذمة لا يركبون على البغال ولا يمشون في الزقاق بالنعال وغير ذلك، وأبرقوا وأرعدوا في هذا الكتاب.
فلما اطلع سموه على ذلك أرسل لكبرائهم وأعيانهم فحضروا بدار المخزن مع كبراء أهل مراكش والمتوظفين بمعية سموه كرئيس الكتبة والباشا والأمناء وغيرهم حتى غص المجلس بالأعيان وأهل المشورة.
فقرأ عليهم ما طلبه الرحامنة وهم يسمعون ثم أخذ سموه يعظ الرحامنة ويبين لهم سوء المغبة ويقنعهم اقناعا لينكفوا عما سوّلت لهم أنفسهم، فلم يرد الله لهم توفيقا في تلك الساعة، وانفصل المجلس على غير فائدة حتى كان الليل فاستقدم أعيانهم واحدا واحدا، فلما اجتمعوا مع حضرته أخذ يلاطفهم ويستميل قلوبهم على ما اقتضته المصلحة وشرط عليهم أن يشتتوا تلك الجموع ويحلوا عقد اللفوف. فقاموا من حضرته سامعين طائعين وفي الحين فرقوا الجموع وفق ما اشترط عليهم، وسار كل في سبيله وسكتت الروعة وخمدت الفتنة.
وهكذا راق الحال ولم يبق ما يشوش الأفكار، فاستكن الأجانب من أي دولة كانت مطمئني البال هادئي الجأش.
ملاحظة:
ما تزال وجدة محتلة وما زال للمغرب جيش يواجه بعضه في الشمال الشرقي بوحمارة، وفي الشمال الغربي الريسوني، والمواطنون هم الذين يقفون في وجه فرنسا التي تريد مقاضات مواطنين مغاربة في وطنهم بقوانينها، مما يعني تدخلا مباشرا في السيادة.

أخبار محلية:
1- ورد نبأ من مليلية أن القائم –بوحمارة- ولّى هاربا من أمام الجيوش الشريفة بعدما فقد زهاء 500 رجل مصادرا معسكر سلوان.
2- في 11 مايو هاجمت الجيوش الشريفة أركمان مع قبيلة الكيدانة فهزمت جيوش العصاة.
3- نشرت جرائد مدريد عن مليلية أن البارجة (سعيدى) هدمت معمل مارشيكا بالقنابل وحرقته.
4- أرسلت الدراعة (جان دراك) برقية بالتلغراف إلى الطرادة (لالاند) مفادها أن قبيلة الرحامنة دخلت مراكش وأن جميع الأوربيين ما عدا النزالة الألمانية قد غادروا المدينة إلى الثغور البحرية.
وجاء نبأ من آسفي بتاريخ 29 ربيع الأول محصله أن النزالة الانجليزيتين في مراكش وصلوا إلى آسفي وأن الفرانساويين يصلون إليها بعد يومين من ذلك التاريخ.
ملاحظة:
يتبين أن مباحثات مولاي عبد الحفيظ مع الرحامنة فشلت خاصة وأن المساجين ما يزالون في السجن بطنجة، ووجدة ما تزال تحت الاحتلال، والبرقيات الأخيرة تقول بأن وزير الخارجية الفرنسية بيشون أخبر زملاءه في مجلس عقد في الإليزي بأنه تناول تلغرافا من رينو وزير فرنسا في طنجة يقول فيه أن جانب المخزن بعث برسالة إليه تفيد أنه راض بإعطاء فرنسا كل مطالبها التي سنراها لاحقا والتي ستكون سببا لخلع المولى عبد العزيز ونصر مولاي عبد الحفيظ.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *