أبو الحسن الصُّغير (ت719هـ)

هو علي بن محمد بن عبد الحق، أبو الحسن، ويعرف بالصُّغير الزرويلي، الفقيه المالكي المحصل، مفتي الإيالة المغربية.
شيوخه
تتلمذ على عدة شيوخ منهم: الفقيه راشد بن أبي راشد الوليدي، لازمه طويلا وانتفع به، وأبو زيد عبد الرحمن بن عفان الجزولي، وأبو إبراهيم إسحاق بن مطر الأعرج الورياغلي.
تلامذته
أخذ عنه: محمد بن حسن اليحصبي، وإبراهيم بن عبد الرحمن التسولي المشهور بابن أبي يحيى، وعلي بن عبد الرحمن اليفرني الطنجي، والقاضي أبو البركات المعروف بابن الحاج، وغيرهم.
مؤلفاته
“تقييد على تهذيب المدونة للبراذعي”، “فتاوي أو نوازل الزرويلي”، “تقييد على رسالة ابن أبي زيد القيرواني”، “رسالة في ذمّ البدعة وأهلها” تضمنت التحذير من الابتداع في الدين، وموقف السلف من البدع والمبتدعة، غير أن غالب رسائله في ذم المتصوفة ممن كانوا في عصره والتحذير من بدعهم كالتتويب والموائد والأذكار الجماعية والتحليق وغير ذلك، والرد على شبههم.
مكانته ومواقفه
وقد ذكر الأستاذ حسن الوراكلي في مقاله “دعوة محمد بن عبد الوهاب في المغرب” أن أبا الحسن علي بن عبد الحق الزرويلي المعروف بأبي الحسن الصغير (ت 719 هـ)، وكان في المغرب مثل الشيخ ابن تيمية في المشرق.
قال رحمه الله: ” اعلم أن البدعة: ما خرج عن الكتاب والسنة والإجماع”.
وقال: “البدعة ضلالة قديمة وشجرة تعرقت وتفرعت، وانتشرت في البلاد كما انتشر الكفر، فلا تزول إلى يوم القيامة، إلا من وفقه الله يقتدي بالسنة وأهلها”.
وقال رحمه الله: “فإن قيل: فالشطح والاهتزاز مما يحرك الخشوع ويهيج الوجد، فلم أنكرتموه؟ فالجواب: أن نقول الرقص والتواجد أول من أحدثه أصحاب السامري لما اتخذوا لهم عجلاً جسداً له خوار ظلوا يرقصون حوله ويغنون، وهو دين الكفار، وعباد العجل، وقد تقدم في حديث العرباض بن سارية أنه قال: وعظنا رسول الله موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، ولم يقل صرخنا ولا زعقنا، ولا ضربنا على رؤوسنا، ولا ضربنا على صدورنا، ولا رقصنا كما يفعل كثير من الجهال يصرخون عند الموعظة ويزعقون ويتناعقون، وهذا كله من الشيطان لعنه الله يلعب بهم، وهذا كلّه بدعة وضلالة”.
قال رحمه الله: “فإن قيل: هؤلاء القوم يحبون نبيهم، ويصلون عليه ويرجون شفاعته ولهم نية خالصة في عبادتهم وأفعالهم لله تعالى، فالجواب: أن نقول ما قال الحسن: “لا يغرنكم قول من يقول المرء مع من أحب”، فإنك لا تلحق الأبرار إلا أن تعمل بعملهم واتباع سنتهم، فإن اليهود أحبوا موسى عليه الصلاة والسلام، وليسوا معه إذ لم يتبعوه وأهل البدع يحبون أنبيائهم وليسوا معهم إذ لم يتبعوهم بل كذبوا.
ولقد أحسن من قال:
مــن يدّع حـــب المــــرء ولــــم يكــن بســــنته متمــــسكاً فهـو كــاذب
علامة صدق المرء في الحب أن يرى على منهج كانت علــيه الحبايب”
قال رحمه الله: “وكذلك الزيارة جائزة بين أهل السنة، ولها فضل عظيم، وأما بين أهل البدعة فهي حرام؛ لأن ذلك يهيج بدعتهم وضلالتهم”.
قال رحمه الله: “إن المبتدع الذي يموت على بدعته يبتليه الله بسوء الخاتمة… وقال أبو حامد: الأسباب التي تورث سوء الخاتمة، فذكر منها: البدعة، وذكر أبو الليث ذلك أيضاً.
وفاته
مات أبو الحسن الزرويلي -رحمه الله- بمدينة فاس سنة (719هـ)، وكان من المعمرين؛ فسنه قارب المائة وعشرين سنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *