المغرب: ما يجب معرفته حول غزوه (عمليات عسكرية؛ تكاليف؛ نتائج: من 1907 إلى 1913م لأدولف جيرود) كاتب اللجنة العسكرية / باريس فبراير 1913م

نظرة عامة
ما يجب معرفته عن عملياتنا العسكرية بالمغرب، ولأي حد وصلت قيمة النفقات ونتائج ذلك بين 1907م و1913م، إنها أسئلة فعلية مطلوبة، إنها الدراسة التي أقترحها في هذه الأوراق وعلى الفرنسيين معرفتها على الأقل في خطوطها العامة، فقد اكتملت المهمة بالمغرب بفضل حماسة وشجاعة قواتنا.
ميزانية القوات المتعلقة بالصيانة وسلاح البحرية في هذا الجدول لغاية 1913م، (ص14):

السنوات الخارجية وزارة الحرب وزارة البحرية المجموع
1907 150.000 5.944.402 4.448.406 10.542.808
1908 30.864.911 7.333.963 38.198.874
1909 68.000 11.214.517 2.423.508 13.706.025
1910 375.000 9.700.752 1.690.732 11.766.484
1911 86.300 60.124.711 2.831.681 63.042.692
1912 131.657.262 2.530.000 134.007.262
1913 210.000.000

ميزانية الخارجية: تتعلق بالدبلوماسية لهذا البلد التي لم تتخلى عن دورها في دعم الاحتلال إذ لابد من القتال والقيادة والتفاوض طبعا، أما التفاصيل العسكرية إذا أردنا التطرق إليها فهي تنقسم إلى أربعة مراحل عملياتية.
أولا: بعد أول تدخل توقف في بعثة بوليسية على الساحل وعلى تخوم مستعمرتنا بالجزائر، قواتها ليست كبيرة لأن الدبلوماسية لم تسمح بدخول جنودنا في العملية.
ثانيا: أمام غارات وهجمات القبائل كان لابد من ردّ الفعل بإبعاد المهاجمين (لاستنشاق الهواء prendre de l’aire) (ص15)، لضمان هذا النجاح وحمايته وكان لابد لهذا الخروج من رفع عدد القوات العاملة على التخوم.
ثالثا: مرحلة الانتظار الجديدة قللت من العدد للحد الذي يحفظ الامتيازات المعروفة.
رابعا: جاءت مذبحة فاس التي هجمت فيها القبائل على من في المدينة من جنود هناك، فتحركنا وأرسلنا قوة للزحف من أجل (أخذ prendre) المغرب أكثر من احتلاله (plus onoccupe) أكثر من فرقة ضد التي لم تبرهن على تقبلها لنا متحملين في ذلك أقسى التكاليف.
أين استعملنا الميزانية المطلوبة في البرلمان؟
جزء في عين المكان في رواتب القوات (إعاشتهم، لباسهم، الذخيرة، سلاح أشغال، مختلفات)، جزء في الداخل أي في فرنسا (نقل القوات إلى المغرب، التموين التجهيزات المختلفة) (ص16).

سنة 1907م
في سنة 1906 قتل فرنسي بشاطئ طنجة، في نفس الوقت ظهر محرضون على حدودنا الجزائرية في تافيلالت وناحية حوض ملوية، فرضوا قطيعة على العلاقات التجارية بين الناحيتين المغربية والجزائرية بحيث صارت تلك المعاملات مهددة بالزوال.
من جهة أخرى أصبح الريسوني قائدا في أواخر سنة 1906م في ضواحي طنجة يعمل على اختطاف وإعاقة تنقل الأوربيين مثلما يفعل الأهالي ورجال المخزن نفسه.
بعد ذلك في سنة 1907م قتل الدكتور “موشان” في 30 مارس، وكان الحادث الخطير الذي استوجب تدخل القوات الفرنسية، لدفع الحكومة المغربية إلى فعل المتعين واللازم في هذا الشأن.
وفي 25 مارس قرر مجلس الوزراء دخول تلك القوات لاحتلال وجدة من الجزائر، بقيادة الجنرال ليوطي قائد قسم وهران.
“الكولون” المتواجد في لالة مغنية كان مكونا من ألفين عنصر وحوالي 600 حصان أو بغل، فاحتلت وجدة يوم 29 مارس دون قتال، لكن بني يزناسن سكان قبائل الجبل بدؤوا يعملون بواسطة مندوبين يأتون من الداخل، ويحدثون اضطرابات حتى أصبحت تلك الاضطرابات مفتوحة على التوسع شيئا فشيئا.
الحكومة الفرنسية لم تسمح للمبعوثين المبادرة بطلب من المسئولين المحليين للرد العسكري، وحسم الموقف، لكن ناحية الجبل تجرأت وأزعجت مناصرينا بحيث هوجم طبيب فرنسي فجرح.
أرسل خبير لتقصي الحقيقة بناحية وجدة فهوجم وقتل صبايحيان، وجرح اثنان من المشاة.
بعث بـ”كولون” إلى بني يزناسن لمعاقبتهم على سلب دوارين موالين لنا ومهددين آخرين بنفس المصير.
حدودنا فتحت نتيجة هذه الوضعية وأصبح من الواجب التصرف بشكل جاد.
وضعت مفرزة وجدة تحت أوامر الجنرال الليوطي الذي قام بهجوم عقابي على بني يزناسن حيث وضع جبهة دفاعية على الحدود معها مكونة من “كولون” من تشكيلتين لمحاصرة شمال وجنوب بني يزناسن مستخدما 9600 جندي و2850 حيوان.
فرّ جميع النهاب من أمام قواتنا فتم احتلال مصيف بني يزناسن ومحاصرة باقي النواحي التي خضعت وقبلت بكل الشروط المفروضة عليها، وهي إعادة السلاح، وأداء ذعيرة ثقيلة، وإنشاء طريق تخترق المصيف ذاهبة إلى وجدة.
في 31 ديسمبر 1907م اعتبرت العمليات تلك التأديبية قد انتهت فعاد جزء من القوات لثكناته بالجزائر وأخرى إلى وجدة، بعدما تم احتلال أربعة مراكز في الناحية هي: عين تافوغالت، محمد أبركان، عين الصفا، مارتنبري.
أثناء هذه الحركة في الشرق ماذا وقع في الغرب على المحيط الأطلسي في نفس السنة 1907م؟
لقد شرع في عمليات عسكرية بالدار البيضاء والنواحي المجاورة لهذا الميناء، عمليات أكثر خطورة من تلك التي جرت على الحدود الجزائرية. ذلك أنه في 30 يوليوز 1907م بعدما قتل 9 من العمال الأوربيين كانوا يشتغلون في إنشاء الميناء وما نجم عن ذلك من فوضى ونهب للمدينة، وربما تنفيذ مذبحة أخرى طرحت على وجه السرعة تدخلا عسكريا على فرنسا التي قبلت السهر على الأمن في الإمبراطورية الشريفة والتي لم ترد التخلي عن دورها هناك في وقت مأساوي.
6 أيام بعد حركة الفوضى؛ تلك في 5 غشت، قبلت فرنسا حضور قوات من الجزائر أو فرنسا إلى الدار البيضاء بعدما تم إنزال 50 بحارا من (كاليلي) الذين عملوا بالقوة متحملين خطرا حساسا في الطريق لهدفهم المرسوم، (دوشايلا) حذت حذو (كاليلي) وأنزلت من مكان بالدار البيضاء جنودا لمساعدة مفرزة البوليس لمنع النهب وإيقاف القتل.
يوم 7 غشت وصل فوج الأميرال “فيليب” والجنرال “درود” مع طلائع القوات القادمة من الجزائر.
مشطت مدفعية البواخر الميناء، وسمحت للقوات بالنزول للأرض، وفي الغد بدأت المعارك وتواصلت دون توقف (ص20).
في نهاية غشت وصل الجزء الثاني من قواتنا، الجنرال “درود” هيأ للخدمة 4000 جندي و872 حصان وبغل، وبعدما وصلت التعزيزات أصبحت القوات 6300 جندي، و1170 حيوان إلى غاية دجنبر 1907م.
خاضت قواتنا عدة معارك بشجاعة لكن دون نتيجة هامة كانت تقاتل في محيط تواجدنا ما عدا بعض النقاط أحيانا التي يتراجع عنها الأعداء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *