العمليات المجيدة لقواتنا (الجزء الثاني)

وفيما يلي وبسرعة العمليات المجيدة لقواتنا، التي تطلبت مصاريف تكميلية تقدر بـ10 مليون ونصف، تحت بند نفقة للسنة المالية 1907م، وهو قدر متواضع بالنسبة للأسباب التالية:
العدد الأدنى للجنود سواء بالشرق (عمليات ضد بني يزناسن) أو في الغرب (الدار البيضاء)، سرعة عمليات الشرق قلصت المصاريف إلى الحد الأدنى، بخلاف العمليات في الغرب بقيت قواتنا في الدار البيضاء تقريبا (متوقفة) (les troupes sont presque en station)، إذن ليس هناك إنفاق كبير نتيجة للحركة الدائمة لأن عملية الغزو تستلزم تموينا من مختلف الأشكال من النقل إلى الإجلاء.
هذه الوضعية نستخلص منها ما يلي:
ارتفاع الإنفاق مرهون بارتفاع العدد الذي هو أمر محتوم.

عرض لاستخدام الإنفاق في سنة 1907م
وزارة الحرب: الاعتماد المرصود 5944402 فرنك، لتدبير المصاريف التالية:
– رواتب: مخصصات الجنود العاملين بالمغرب والتعويضات المختلفة.
– المخصصات العامة لنقل القوات والمعدات من الثكنات والمخازن، من الميتروبول والجزائر وتونس والمغرب.
– معدات المدفعية: شراء ونقل المدافع والذخيرة، وشراء معدات النقل للجنود بالمغرب.
– معدات حربية: بناء الطرق وشراء آلات الإنارة والحيوانات والأعلاف.
– تغذية القوات والأدوات المكتبية.
– الملابس والخيام.
– مستشفيات: شراء الأدوية والمعدات الطبية.
بالنسبة للبحرية: تغطي الحاجيات التالية:
– نقل الأشخاص إلى محطاتهم بالبواخر والتجهيزات الحربية والإيعاشية عبر البواخر الحربية.
– صيانة السواحل.
– بناء السفن. (ص22).

سنة 1908م
العلميات التي نفذت في غرب المغرب على المحيط الأطلسي أظهرت أهميته في فاتح يناير 1908م، حيث كان الجنرال “درود” مع 4000 رجل يعمل على انتزاع قاعدة للعمليات على بعد 20 كلم من الدار البيضاء في قصبة مديونة، حيث يمر عبر تجمعات النواحي المعادية.
للمرة الأولى احتفظنا بالأماكن التي قمنا باحتلالها، وتركنا في مديونة ثكنة.
الجنرال “دماد” خلف الجنرال “درود” في 16 يناير وكان معه 8400 رجل، و2218 حيوان.
وفي فبراير ارتفع عدد الجنود إلى 14000 رجل و4640 حيوان.
طيلة المرحلة الأولى بين يناير ومارس 1908م تم بذل جهد كبير لتحطيم كل مكونات المقاومة المجتمعة في مختلف جهات الشاوية، وتوطيد الأمن بها من خلال نشاط قواتنا.
المواطنون تواقون للعمل في سلام.
في المرحلة الثانية مارس يونيو 1908م تم تثبيت منجزات المرحلة الأولى عن طريق العمليات المختلفة على مستويات متعددة داخل النواحي، وتم تأمين الطرق إلى المراكز المتقدمة، وذلك باحتلال مؤقت لمحيط الشاوية لضمان تهدئة لائقة بالجبهة، وإبعاد المحلات الحفيظية عن مراكزنا.
الجنرال “دماد” أقام خمس مراكز جهوية بالمنطقة لذلك.
في 8 غشت 1908م تم تقليص عدد القوات في غرب المغرب إلى 8698 رجل و3412 حيوان (ص24).
في ناحية وجدة بلغت عدد القوات في الشهور الأخيرة من 1907م 10000 جندي و2830 حيوان تعمل ضد بني يزناسن، وقد تم إعادة بعضها إلى ثكناتها بالجزائر.
في 1908م قوات وجدة تقلصت من 7000 إلى 6000 جندي، ثم من 3720 حيوان إلى 1099 حيوان.
نونبر 1908م تم تثبيت احتلال البلاد.

الجنرال “فيجي”
على العكس في أعالي كير وتافيلالت كان على قواتنا أن تصارع جنوب وهران وعلى ثخومها، ابتداء من مارس ضد حركة ضخمة ألزمتنا وضع قوات تحت قيادة الجنرال “فيجي” في ماي بلغت حوالي 7192 رجل و2012 حيوان، بعد عملية بوذنيب عادت القوات إلى بشار بعدما أنجزت التهدئة وبقي منها هناك 1808 رجل و604 حيوان (ص25).
في 1908م بلغ مجموع النفقات 33198876 فرنك موزعة كالتالي:
وزارة الحرب: 30333962 فرنك.
وزارة البحرية: 7333962 فرنك.

سنة 1909م
تميزت بفترة هدوء وتكاليف أقل في هذه السنة، بحيث لم تكن هناك عمليات في الجهات المحتلة:
– الشاوية.
– الحدود الشمالية للجزائر ووجدة وبني يزناسن.
– تخوم أعالي كير.
في هذه السنة نقص العدد إلى:
– ناحية الدار البيضاء والشاوية: 5833 رجل و2417 حيوان.
– ناحية وجدة: 3500 رجل و872 حيوان.
– أعالي كير: 1600 رجل و554 حيوان.

الجنرال “موانيي”
تكاليف المرحلة: مجموع المصاريف: 16711025 فرنك.
وزارة الحرب: 14219517 فرنك.
وزارة البحرية: 2423508 فرنك.

1910م مقتل ليوطنا “ميوكس”
في الشاوية عمل الجنرال “موانيي” على تمتين العلاقة مع النواحي المجاورة للقبائل المحتلة، وإقامة التواصل مع أعيانها، وهي طريقة لجوار حسن، لكن لا يبعد كل الأخطار.
مقتل ليوطنا “ميوكس” من تابع لمصلحة الاستعلامات في فبراير 1910م أدى إلى تحرك عسكري في المنطقة الخلفية في الدار البيضاء حيث تتواجد قبائل زعير.
بعد ذلك بقليل حركة أخرى أصبحت ضرورية ضد ماء العينين الخصم القديم للكولونيل “كورو” بموريطانيا الذي صعد من جنوب إلى شمال المغرب، يريد الوصول إلى فاس وقد أثار اقترابه من الشاوية غليانا هناك، فجابهه الجنرال “موانيي” بقوات تقدر بـ1100 رجل حيث كبده خسائر بتادلة وأعاده إلى الجنوب بعدما جرح ثم مات بعد شهر.
هذه العملية أضعفت حركة القوات المعادية، وأصبحت النفقات أقل مما كانت في السنوات الماضية حيث صار مجموعها 11775484 فرنك موزعة كالتالي:
– وزارة الحرب: 9709752 فرنك.
– وزارة البحرية: 1690732 فرنك (ص29).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *