الأسباب الكامنة وراء دعم الغرب للكيان الصهيوني

“إن دعم الكيان الصهيوني والدفاع عن سياسته دون شروط وتأييد الحركة الصهيونية اليهودية؛ هو المحور الأساسي في فكر وسلوك كم هائل من المؤسسات والقيادات وجماعات الضغط النصرانية الأصولية في الولايات المتحدة، حيث تتمحور أبرز الاتجاهات حول التبشير الإنجيلي بـ(إسرائيل) ودعمها نظرياً وعملياً، وتحسن قيادات الكيان الصهيوني استخدام “توارتية” الحركة النصرانية الأصولية لمصالحها وأهدافها الخاصة، حيث تتبلور أهم الاتجاهات الصهيونية لدى الحركة النصرانية الأصولية المعاصرة بالولايات المتحدة في الخطوط العريضة التالية:

1- أن دعم “إسرائيل” وتأييدها ليس قضية أخلاقية أو إنسانية أو أمراً اختيارياً، أو يعود إلى اعتبارات سياسية أو عسكرية، بل إنه قضاء إلهي، وبالتالي فإن معارضة (إسرائيل) خطيئة دينية، وإن دعمها وتأييدها هو في سبيل الخير وإرضاء الرب.
2- أن وجود مدينة القدس تحت السيطرة اليهودية هو محور عودة المسيح الثانية جغرافياً وتاريخياً، وأن المعبد اليهودي لا بد أن يقام قبل هذه العودة الثانية على أرض المسجد الأقصى الذي لا بد من زواله.
3- أن الالتزام بتدعيم أمن “إسرائيل” وتقويتها عسكرياً واقتصادياً، وإقامة تحالف استراتيجي شامل معها، ومساعدتها بالتبرعات وشراء وتسويق منتجاتها وسنداتها، وإنشاء صناديق الاستثمار الدولية لمصلحتها، وتشجيع الاستثمار الأمريكي الخاص داخلها، واستصلاح الأراضي، وبناء المستوطنات فيها وفي الضفة الغربية وغزة والجولان، وتوفير فرص التدريب لليهود داخل مؤسسات ثقافية أمريكية.. هو التزام نصراني مبني على اعتبارات روحانية وتاريخية وأمنية.
4- اعتبار كل أراضي الضفة الغربية وغزة والجولان ملكاً للشعب اليهودي، وتبرير حروب الكيان الصهيوني التوسعية، والدفاع عن عملياته العسكرية الخارجية.
هذه الخلفية الدينية تمثل محور وجوهر السياسة الأمريكية التي وقفت دوماً إلى جانب الدولة اليهودية، وتفسر ما عجزت عن تفسيره القيادات العربية التي راهنت على الحصان الأمريكي وارتأت أن أوراق حل القضية الفلسطينية بل والصراع العربي-الصهيوني برمته في يد الولايات المتحدة” (من مقال “دور أمريكا في نشأة الكيان الصهيوني وتوسعه الأساس الديني والأبعاد المصلحية” بتصرف يسير).
وختاما يتوضح لنا السبب وراء وقوف الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا.. في وجه الكثير من القرارات التي تدين العنصرية الصهيونية في فلسطين، وتجرم الجهاد الشرعي الفلسطيني، وتضغط على حركاته بديمقراطية الغرب الزائفة، وآخر ما أقدمت عليه فزاعة بني صهيون أن دعت العرب لمؤتمر “أنا بوليس” حتى يعترفوا بيهودية الكيان الصهيوني وأنه دولة قائمة بجنب إقليم فلسطين..

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *