عمر بن عبد العزيز الكرسيفي (تـ 1214هـ/1800م)

مواقف العلامة الكرسيفي
قال فيه الإيديكلي: “الفقيه العلامة السيد عمر بن عبد العزيز بن عبد المنعم بن عبد الرحمن الكرسيفي الإيرغي مقاما، كان رحمه الله من المحققين في فنون العلم فقها ونحوا ولغة وحسابا وتفسيرا وحديثا وبيانا ومنطقا وتصريفا، وكان فصيح عصره مشاركا في بعض فنون العلم له قصائد وأجوبة مع بعض معاصريه كالفقيه السيد أحمد بن عبد الله الملقب بالمفتي الكرسيفي”.
قال الكرسيفي رحمه الله تحت فصل بعنوان: “في إحضار النية واتباع السنة”: فإذا استيقظت بما سبق من منام غفلتك، وأردت الشروع في تحصيل زادك ليوم معادك تأهبا للقاء ربك بلزوم طاعته، وأمره واجتناب معصيته ونهيه، فاعلم أولا أنه لا يصح لك لا قول ولا عمل إلا بأمرين: الأول: الإخلاص فيه لله تعالى…الثاني: اتباع السنة لقوله تعالى: “وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا”، ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله لا يقبل عمل امرئ حتى يتقنه”، قالوا: يا رسول الله، وما إتقانه؟ قال: “تخليصه من الرياء والبدعة”… إلى غير ذلك مما ورد في التحريض على ملازمة السنة واجتناب البدعة.
فإذا كان أمر السنة بهذه المثابة، فينبغي لك أن تلازمها في جميع أحوالك قولا وفعلا، وحركة وسكونا، فشد يدك عليها وعلى سائر الآداب التي شرعها صلى الله عليه وسلم لأمته في كل تصرف وفي كل وطن، ولا تهمل شيئا منها، لأن بتمام الاتباع يظهر كمال المحبة فيه التي هي أصل الإيمان به صلى الله عليه وسلم.
قال في فصل آخر: وينبغي له أن يعلم زوجته حسن التبعل بطاعتها له واستعمال الزينة واجتناب الشعث، وخفض الكلام، ويمنعها من الاستماع إلى الملاهي.
وقال في فصل في آداب الخطيب وما ينبغي في العيد: والفطر قبل الغدو في الفطر، ومن الأضحية في النحر، والمشي والتكبير والانفراد به، والجهر بحيث يسمع من يليه.
وقال في فصل آخر: ومن هذا النمط ما عمت به البلوى في سائر البلاد سيما بلاد البرابر في الأعياد والولائم من تمالئ الأقوام صغيرا وكبيرا، ذكرا وأنثى على اللعب بأنواع الملاهي والمزامير والصياح والولاول وإخراج البارود والمزاح الحرام، والغناء والكلام الفاحش، وتكشف النساء وتبرجهن بين الرجال، فيتدافعن معهم أو بمرأى ومسمع وهن في زينتهن، مرافعات أصواتهن بالغناء والتصفيق والضرب بالرجل، متكسرات مائلات كاسيات عاريات.
فينبغي للمؤمن أن يجتنب ذلك كله، أعني ما في الفصلين، لأنه ليس من شأن السلف رحمهم الله، وإنما هو منكر بين وبدع قبيحة جعلها الشيطان بتسويله في النفوس عوضا عما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته في تلك المواطن وذلك دأبه.
قال في فصل في آداب العالم بمجلس درسه: النصح للمتعلمين، واغتفار زلاتهم ونهيهم عن المساوئ تلويحا، ومنعهم من التصدر قبل التمكن وإحياء السنن بالعمل بها ومدحها وتعليمها والتحريض على ملازمتها في كل الأحول، وإخماد البدع بتركها وبغضها وذمها والتحذير منها، والتنبيه على أعيانها لتعرف فتجتنب، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشرطه.
هذه بعض مواقفه ومن أراد المزيد منها فليرجع إليها فإنها مبثوثة في مؤلفاته رحمة الله عليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *