التراث.. أمانة

تراث كل أمة ذاكرتها.. فكيف تعيش أمــة بـلا ذاكـرة؟ وأي جريمة عندما تُشوّه هذه الذاكرة؟!

عـنـدمـا شُنّت الهجمة الشرسة على الأمة الإسلامية -منذ زمن بعيد- كان نصيب التراث من هذه الهـجـمة كبيراً: شككت أقلام في حقيقة وجوده وأصالته، رُوّجت أفكار لتشويهه، استُعمل المصطلح رأس حـربـة لـهـدم قـدسـيـة الوحي أو وضعه -على الأقل- في دائرة النسبية..
فـقـد حاول بعض أذناب المستشرقين الطعن في صحة بعض التراث ورموه بالانتحال، ليس للتمحيص العلمي، بل للتشكيك في التراث كله، وأيضاً للتشكيك فيما خدمه هذا التراث: القرآن والسنة.
وقـد روّج بـعـض المغرضين لمفهوم أن الكتاب والسنة “تراث”، ثم أشاعوا أن التراث شيء موروث، وعـلـيـه: فـلا يلزمنا اتباعه بإطلاق، وعليه يجب أن يقع تحت دائرة النقد والتمحيص، الذي قد يـنـتـج عنه الرفض أو القبول، وهكذا وقعت نصوص الوحي تحت طائلة التشكيك أو التحريف المعنوي بعد العجز عن التحريف اللفظي، فيكفيهم من عملهم هذا محاولة هزّ هذه الـنـصـوص فـي نفـوس بعض الضعفاء عندما يرونها واقعة في دائرة التشكيك.
هــذا بعض ما أراده الشانئون، ولكن مع كل ذلك سلمت بحول الله وقوته قدسية الوحي.
سلـمـت ألـفـاظ الوحي بحفظ الله تعالى له: “إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” الحجر، وسلمت معانيه بذب العلماء الربانيين عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
وصمد التراث، لـيـس فـقـط لأنه تراث أمة آخر الأنبياء؛ بل أيضاً بسبب جهود متواصلة قيّض الله لها رجالاً أفذاذاً حفـظـوا الأمانة، وأعطاهم الله من الإمكانات والمثابرة ما يعينهم على هذا العمل؛ فهم فيه ليسوا أدعياء يريدون حفظ الأمانة ولا يقدرون عليها؛ بل كانوا أمناء مجدّين لا يضرهم من خالفهم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *