محنة القوات الفرنسية الزاحفة نحو فاس الأستاذ إدريس كرم

بعث «دوبيليي» من طنجة بتاريخ 22 أبريل 1911، إلى وزير خارجيته برسالة رقم: 209، ما يلي:
“توصلت من فاس بأخبار، أنه بتاريخ 5 من الشهر الجاري ارتدت «لمهايا»، وجعلت الاتصالات صعبة مع فاس؛ قنصلنا بفاس يخشى من أن «اشراكة»، و«لحياينة»، سيضاعفون تلك الصعوبات إذا ما تأخر الكومندان «بريموند» عن الوصول إلى العاصمة، الكولونيل «منجان» حاول مضاعفة أعداد جنوده، لكنه لن يقوى إلا على الدفاع، «بواسيي» نجح في رفع معنويات القوات بعمله يوم 12 من الجاري بفضل حيويته” ص: 228.
وفي 23 أبريل 1911، بعث «دوبيليي» من طنجة برسالة رقم: 211، إلى وزير الخارجية الفرنسية، جاء فيها:
توصلت ببرقية من الجنرال قائد قوات الاحتلال، أخبرني فيها بكون «الشاوية» سيصلون إلى «بوركراك» من أجل احتلال الضفة اليمنى، حيث ستقام قاعدة تجميع القوات والعتاد فيما بعد.
الكلون الثقيل وصل بوزنيقة مع قافلة الذخيرة المبعوثة لفاس تبعا للأمر السالف.
الجديد عن القبطان «مورو» أنه سيكون في الغرب بتاريخ 21 من الشهر الجاري، «سفيان» و«بني مالك» سيكونون على أهبة الثورة، القوافل وصلت سوق أربعاء الغرب مع «بواسيي»، سي الطيب الشرقاوي قريب من الكومندان «بريموند»” ص: 230.
وفي رسالة من وزير الخارجية الفرنسية، من باريس في 24 أبريل 1911، رقم: 212، إلى سفير فرنسا ببرلين، يخبره أن “المجلس اتخذ قرارا شجاعا، والجنرال «موانيي» سيتوصل بأوامر تركيز كوم أهالي «الشاوية» بسرعة عندما يصل متطوعو المخزن الشريف نحو بوزنيقة في طريقهم للرباط وسلا، وستدعم القوات الشريفة بقوات فرنسية ثقيلة سيكونها الجنرال «موانيي» بالشاوية لتحمل إلى الأمام.
من جهة أخرى، اتفق المجلس على إرسال قوات جديدة إلى الدار البيضاء” ص: 230.
وقد جاءت تفصيلات ذلك القرار في الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية الفرنسية إلى «دوبيليي» رقم: 215، باريس 24 أبريل 1911:
“بعد المعلومات التي بعثت بها لي حول ناحية الشمال، والتي وصلت من فاس يوم 15 الجاري، ومن الكومندان «بريموند» بتاريخ 18 منه، تبين أن الوضعية تفاقمت بعد تمرد قبائل جديدة، وعزمها على اعتراض قافلة تموين العاصمة الشريفة والمحلة.
في هذا الإطار ارتأت الحكومة الفرنسية اتخاذ الإجراءات اللازمة التي يتطلبها الوضع لحمل الإمدادات للمعمرين الأوربيين والضباط الفرنسين والقوات العاملة تحتهم، إن أي تأجيل سينظر إليه كأنه تخلي سينتج عنه انضمام قبائل أخرى للثوار، وتشجيعا للقبائل الثائرة سيبلغ حد النكبة ونكون مسؤولين عن ذلك الوضع، مما يجعلني أقترح عليكم بعض الحلول:
حمل كوم وحركة الشاوية والكلون الخفيف إلى مقربة من بورقراق، ليتوجه على وجه السرعة وقت الحاجة إلى فاس.
القوات المبعوث بها مجددا إلى الدار البيضاء لدعم الكلون الخفيف، هذه القوات المجموعة تتكون من أربعة كوكبات، وعشر سرايا، وثلاث بطريات محمولة، وسريتي هندسة، والمصلحة الملحقة بالرباط، غير المشغلة، وستكون قاعدة التجمع مركزة بسلا.
لقد صدرت لخليفة السلطان إعلانات أخرى، وقد توصل قائد الاحتلال بأمر إخبار القبائل، بأن سير قواتنا إلى الأمام ليس من قبيل احتلال أراض جديدة، لكن من أجل تعزيز الحركة الشريفة، وإنجاد المعمرين الأوربيين من الخطر، وإقامة الأمن، تحت سيادة السلطان، التي نعتقد أنها مغتصبة ومستباحة.
الجنرال «موانيي» أضاف بأنه إذا ما توقفت القبائل عن التمرد والتزمت الهدوء، فإن القوات الفرنسية ستوقف زحفها، وإذا ما وقع العكس، فإننا سنهدئ النفوس، ونقيم الأمن، ونقضي بكل قسوة على مسببي القلاقل.
لقد طلب «موانيي» من القبائل أن ترسل ممثليها إليه، أو للكلون الخفيف، أو لخليفة السلطان.
ألتمس منكم على وجه السرعة مراسلة قنصلنا بفاس لينبه «كيار» بأن يشرح للسلطان بأن طلبات أمر تحريك القوات الفرنسية من طرف الحكومة، سببه قلة متطوعي الحركة الشريفة، وسوء استعداد المنضمين إليها، ويقدم له الضمانات الكفيلة بطمأنته، والتأكيد له بأننا لن نقوم إلا بما يحقق الوصول إلى الهدف” ص: 233.
وفي مراسلة موالية رقم: 216، من وزير الخارجية إلى «دوبيليي» من باريس في 24 أبريل 1911، جاءت تعليمات تقول:
“إليكم التعليمات الجديدة المتممة لما سبق بعثه لكم:
الكلون الخفيف يجب أن يتوجه إلى «قصبة لقنيطرة»، «لالة يطو»، «سيدي جابر»، وناحية «دار الزيراري»، نحو قاعدة «جبل سلفات» بحيث يشكل دخوله قاعدة سلطة عند الاقتضاء، وأثناء السير نحو فاس أو مكناس على القوات أن تنتظر تعليمات الحكومة قبل تجاوز «دار الزيراري».
التعزيزات ستصل بدء من 26 و28 أبريل، وتضم 5000 رجل من الشاوية، تتبعوا التعليمات المرسلة إلى القبطان «مورو»، أو الكومندان «بريموند»، و«كيار»، و«منجان»”.
مبايعة مولاي الزين بمكناس
أخبر «دوبيليي» وزير الخارجية في رسالة رقم: 218، من طنجة بتاريخ 25 أبريل 1911، بأن قنصل فرنسا بالرباط بعث له البرقية التالية:
“قبائل البربر المتاخمة لمكناس هاجمت المدينة منذ ثمانية أيام، ونادوا بمولاي الزين سلطانا”.
كما بعث مع الرسالة الملحق التالي، ص: 234:
“جاء في مراسلة من «لاراش» قنصل فرنسا بالرباط إلى «دوبيليي» من الرباط، بتاريخ 25 أبريل 1911:
أخبرك بأن ما سبق أن أشرت إليه من كون بعض الخارجين من الجنوب أوقفوا بالرباط، والحقيقة أنهم أقل مما قيل، وأنهم ينتمون إلى القبائل الرئيسية لنواحي مراكش، وهم متوجهون إلى فاس لتقديم الهدايا للسلطان بمناسبة عيد المولد النبوي، ويقدرون بحوالي 500 رجل، مكونين عشرات الجماعات ليس بينها تنسيق.
خلفاء القواد الذين يقودونهم يحملون هدايا هامة هي عبارة عن 235 بندقية حديثة، و143 بندقية مسدس، مرافقو هذه المحلة متعبون سيئو التسليح، بدون نقود ولا قيادة آمرة أو ناهية، ولا استعداد حربي لهم، نصف المحلة عاد لأهله دون أن تقوى الحكومة على إعادته، وقد أخبرهم القياد بأنه من الأفضل لهم العودة لديارهم، لأنهم إن ذهبوا لفاس سيقتلون”.
وفي مراسلة رقم: 228 من طنجة بتاريخ 26 أبريل 1911، بعث «دوبيليي» إلى وزير الخارجية يقول:
“بعث لي «كيار» بتاريخ 21 أبريل 1911، أن ما بعث لك به حقيقي، من كون مولاي الزين نودي به سلطانا من قبل «بني امطير» يوم 19 من الجاري، بعدما استولوا على المدينة.
مولاي الزين عين خليفة إلى أن تعرف القبائل مشروعه وينظروا هل يبقى أم يعين خليفة وينظر مولاي عبد العزيز” ص: 241.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *