العلامة عبد الحفيظ كنون (1321-1416هـ/1903-1996م)

مولده

هو العلامة الفقيه عبد الحفيظ ابن الشيخ العلامة المفتي عبد الصمد بن التهامي كنون الفاسي مولدا الطنجي استيطانا؛ من بيت آل كنون المشهورين بفاس من قديم الزمان؛ وقد قدم سلفه من قبيلة بني مستارة بناحية وزان واشتهروا بالعلم وتقلدوا المناصب العلمية الدينية كالإمامة والخطابة والقضاء والإفتاء والتدريس.
وهو شقيق العلامة عبد الله كنون أمين عام رابطة علماء المغرب سابقا.
ورد مع أسرته من فاس على مدينة طنجة إبان الحرب العالمية الأولى بنية الهجرة إلى المدينة المنورة ..
ولكن أرادت مشيئة الله أن تكون هذه الأسرة منارة للعلم في مدينة البوغاز..
ولد العلامة عبد الحفيظ في أواخر جمادى الأولى عام 1321 هجرية الموافق لأواخر غشت 1903 ميلادي وعندما هاجرت أسرته من فاس إلى مدينة طنجة كان لا يزل في الثانية عشر من عمره ..
تعلمه وتصدره لتدريس العلم
درس على والده وعمه سيدي محمد وعلى شيوخ طنجة إلى أن استوى على كرسي العلوم الشرعية بكافة فنونها مدرسا في كل من الجامع الكبير والمسجد الجديد ومسجد الجبل، ومارس العدالة زمنا ثم عزف عنها وعن كل وظائف الدولة ليختار التدريس في المعهد الديني عند تأسيسه سنة 1943، فتخرج عليه أفواج من الطلبة طيلة أربعين عاما .
كما اختار خطبة الجمعة فكانت خطبه نارا على الاستعمار بعملائه وخونته فلما ضاقت به إدارة الاستعمار سنة 1953 بتاريخ النصارى عزلته من الخطابة فلبث كذلك إلى أن استقل المغرب عسكريا ليعود الشيخ ثانية إلى مهمته الدعوية والإرشادية ..
مؤلفاته
من أهم مؤلفاته حاشيته على سنن الإمام ابن ماجه في تسعة أجزاء وقد طبع مؤخرا، وشرح همزية للبوصيري في أربعة أجزاء، وخاتمة الشمائل الترمذية، وعقد الدرر في شرح منظومة العلامة المساوي في النصائح والمواعظ، ونصيحة الإخوان في التحذير من الدخول في طريق متصوفة هذا الزمان، والسر الباهر في مولد النبي الطاهر، وديوان للنصائح والمواعظ وأعاجيب الزمان، ونصيحة المسلمين في الحظ على ترك موالاة أعداء الله والتشبه بالمجرمين، والابتهاج بذكر أحاديث الإسراء والمعراج، وقصائد سنية في مدح خير البرية، ونزهة العشاق في الصلاة والسلام على رسول الملك الخلاق، ومحاضرات في الفقه الإسلامي والتفسير والحديث..
مواقفه من البدع
ألف رحمه الله كتابه “نصيحة الإخوان في التحذير من الدخول في طريق متصوفة هذا الزمان”، رادا فيه على أهل الطرق الصوفية الذين خالفوا الجادة وحادوا عن الطريق القويم، واخترعوا في الدين بدعا ليس عليها من الله برهان ولا دليل، كما ألف رحمه الله كتابه المعروف بـ”نصيحة المسلمين في الحظ على ترك موالاة أعداء الله والتشبه بالمجرمين”، يبين فيه عقيدة الولاء والبراء من أعداء الله.
وفاته
توفي رحمه الله في 10 من ذي القعدة عام 1416 هجرية الموافق لفاتح أبريل سنة 1996 بتاريخ النصارى ودفن بمقبرة المجاهدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *