قال الشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمن المغراوي: “شيخنا الإمام محمد تقي الدين الهلالي الحسني السجلماسي، الداعية إلى التوحيد، الناشر للسنة، نفع الله بدعوته أهل المشرق والمغرب…
كان لدعوته المباركة الأثر الكبير في الهند وفي العراق، وفي أوربا عموما وأما المغرب فنور دعوته أشرق في كثير من مدن المغرب وقراه، ونحن -بحمد الله- من ثمرة دعوته.
عرفته في صغر سني، وتتلمذت عليه، وقرأت عليه النحو والحديث واللغة والعقيدة والفقه. وكان فحلا لا يجارى، فشعره يحاكي الأقدمين، ولغته كأنه رضع العربية من ثدي أمه.
وأما مواقفه الصادقة فتذكرنا بمواقف كبار أئمة السلف، وقد استمر في دعوته التي تتصف بالصدق والأمانة إلى أن لقي ربه عليه رحمة الله..”.
قال العلامة حماد الأنصاري: “في الحقيقة لم ألتق مع رجل يحوي علمًا جمًّا في فنون عديدة مثل الدكتور الهلالي، وقد مضت علي الآن خمس وأربعون سنة لم أر مثله”.
“كان في اللغة العربية إماماً، وكان على مذهب ظاهري، وهو شيخي استفدت منه كثيراً، وكان سلفي العقيدة لو قرأت كتابه في التوحيد لعلمت أنه لا يعرف التوحيد الذي في القرآن مثله .”
“وكان يعرف من اللغات: اليهودية، والألمانية، والإنجليزية، والأسبانية، بجانب العربية بحيث لو كان في زمن الأصمعي لسلّم له بأنه إمام في العربية.”
وكتب الشيخ رشيد رضا إلى الملك عبد العزيز آل سعود رحمهما الله يقول:” إن محمدا تقي الدين الهلالي المغربي أفضل من جاءكم من علماء الآفاق، فأرجو أن تستفيدوا من علمه”.
وكتب الأمير شكيب أرسلان توصية إلى أحد أصدقائه بوزارة الخارجية الألمانية قال فيها :”عندي شاب مغربي أديب ما دخل ألمانيا مثله، وهو يريد أن يدرِّس في إحدى الجامعـات، فعسى أن تجدوا له مكاناً لتدريس الأدب العربي براتب يستعين به على الدراسة”.
قال الشيخ عبد الحميد ابن باديس -رحمه الله -: “الفاضل فاضل حيث كان، كما أنّ الشمس شمس شرقت أم غربت.
والأستاذ العلامّة محمّد تقي الدين الهلالي -صاحب الفصول الممتعة والبحوث الجليلة في صحيفة الفتح- من أفاضلنا الذين أجمع على الاعتراف بفضلهم الشرق والغرب، والعرب والعجم، والمسلمون وغير المسلمين. فهو في الحجاز نار على علم، شهرةً وفضلا، وفي الهند تبوأ منصة التدريس في أرقى جامعاتها، وفي العراق معروف بدأبه على خدمة هذه الأمّة وحرصه على خيرها، وهو الآن في ألمانيا موضع الحرمة من أركان جامعة “بن” التي يتولى التدريس فيها..
فالأستاذ الهلالي رجل علمي واسع النظر واقف على أحوال الشرق والغرب لذلك كان ما يقرره في بحوثه من حقائق يأتي ناضجا مفيدا ممتعا، ومن حسن الحظ أنّ قراءنا يقدرون رجالهم كما نقدرهم وكل ما يكتبه الأستاذ الهلالي وأضرابه في الفتح يأتي بالفائدة المرجوة منه والحمد لله.”