هو أبو إسحاق إبراهيم بن عليّ بن محمد بن أحمد بن منصور بن داود بن مسلم الدرعي الشهير بالسّباعي، مولده سنة 1034هـ.
هو الإمام المحدث، مقرئ رحالة، من الحفاظ، من أهل درعة جاور بالمدينة المنورة مدة، واستقر في الزاوية الناصرية بدرعة، يدرّس ويقرئ إلى أن توفي.
يقول العلامة عبد الحي الكتاني رحمه الله مستغربا عدم ترجمة العلامة السباعي: (وإن تعجب فعجب كون المترجم لا تجد له ترجمة في غير “الدرر المرصعة في صلحاء درعة”، وانظر كيف أهمله صاحب “الصفوة” و”النشر”.
طلبه ومشايخه
أخذ العلامة أبو إسحاق السباعي علوم الشريعة عن الشيخ أبي عبد الله ابن ناصر الدرعي (ت1085هـ)، وأخذ بفاس عن شيخ القراء بالمغرب أبي زيد عبد الرحمن بن القاضي (ت1082هـ)، والإمام القدوة أبي السعود عبد القادر الفاسي (ت1091هـ)، والفقيه الرحالة الأديب أبي سالم عبد الله العياشي (ت1090هـ)، وشاركه في كثير من شيوخه المغاربة والمشارقة، والعلامة المسند محمد بن سليمان الروداني (ت1094هـ)، وكانت له رحلة إلى المشرق لقي فيها جماعة من الأئمة الأعلام، منهم: العلامة المحدث الفقيه أبو محمد عبد الباقي الزرقاني (ت1099هـ)، والحافظ المصري شمس الدين البابلي (ت1077هـ)، وخاتمة المحققين أبو الضياء علي الشَّبْرَامَلِّسِي (ت1087هـ)، والفقيه المحقق القدوة البرهان إبراهيم بن مَرْعِي الشَّبْرَخِيتي (ت1106هـ)، والعلامة الفقيه أبو عبد الله محمد الخرشي (ت1101هـ)، والمسند الحجّة أبو مهدي عيسى الثعالبي (ت1080هـ)، والعلامة المسند البرهان إبراهيم بن حسن الكُوراني (ت1101هـ)، وغيرهم من الحجازيين. وأخذ بدمشق عن الإمام المسند عبد القادر بن مصطفى الصفوري (ت1081هـ)، المحدّث المُسنِد أبي المواهب عبد الباقي بن عبد القادر الحنبلي (ت1126هـ)، والعلامة المحقق إبراهيم بن منصور الفتال المصري (ت1098هـ)، وإمام جامع الأزهر منصور بن عبد الرزاق الطُّوخِي المصري (ت1090هـ)، والبارع المتفنن أبي السعود بن تاج الدين الخزرجي الشامي (ت1094هـ)، يروي عن جميع هؤلاء ما لهم عامة.
قال الشيخ عبد الحي الكتاني رحمه الله: (ومن غرائب مشايخه: الشيخة المعمَّرة المسندة، الفقيهة الصالحة: فاطمة بنت شكر الله بن أسد الله الكورانية الخالدية المدنية؛ سمع عليها كثيراً من كتب الحديث وأجازته عامة).
تدريسه وتلاميذه
واشتغل المترجم بالتدريس والتعليم بالزواية الناصرية بتمكروت، وكان الغالب عليه علم القراءات، ووفد بها عليه الطلبة من كل فجّ عميق للأخذ أو التعليم، فانتفع به خلق كثير من طلاب العلم، منهم: أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الرحمن السجلماسي الأنصاري الدرعي، وأجاز إجازة عامة: الشيخ أبا عمران موسى ابن ناصر(ت1142هـ)، والعلامة الأديب أبا عبد الله الحوات الشفشاوني (ت1161هـ)، والفقيه الأريب أبا محمد جعفر بن موسى الناصري (ت1157هـ)، وصنوه الشيخ المؤرخ محمد المكي الأصغر (ت1180هـ…
قال فيه تلميذه أبو عبد الله محمد المكي الناصري في “الدرر المرصعة”: “شيخنا الإمام العارف، المقرئ المحقق، الأستاذ الرحلة، أحد العلماء الأفراد”.
وقال العلامة أبو محمد زيان العراقي الفاسي في فهرسته: “شيخ الشيوخ، البركة المعمَّر، المحدث الحافظ، الراوية المقرىء الضابط، الرحلة الواعية، الذي أسراره لأهل البصائر ظاهرة بادية”.
وقال فيه الشيخ عبد الحي الكتاني: (الدرعي هذا من كبار المسندين، وعمدة من أعمدة أئمة القراءات المغربيين، وبقية من كانت الرحلة إليهم على المحدثين كالواجبة…).
تآليفه
له فهرسة بعنوان: (الشموس المشرقة بأسانيد المغاربة والمشارقة)، وقال صاحب (الدرر المرصعة): وأنشأ صاحب الترجمة كتبا كثيرة جليلة، وحبسها على من ينتفع بها من ولده وغيرهم، وأشهد على نفسه بذلك، وكان كثير التقاييد والفوائد العلمية والطبية).
وفاته
قال الشيخ عبد السلام ابن سودة بأن وفاة أبي إسحاق كانت في سنة 1138هـ، وقال المختار السوسي: إنه توفي في أول صفر 1135هـ، والله أعلم.