أحمد أكَرام (1302-1376هـ/1884-1957م)

أحمد المدعو احماد أكَرام المراكشي ولد رحمه الله سنة 1302 للهجرة الموافق لـ1884 للميلاد، وفي كتاب إزالة الالتباس: أولاد أكرام بكاف مقعودة ومعناه باللغة البربرية العالم، أصلهم من سوس من سملالة أهل معاش وحرفة، وقد ذكر الشيخ البوعقيلي السوسي أنهم من نسل الشيخ الإمام القاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الله المعروف بابن عربي المعافري دفين باب المحروق من فاس المتوفى سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة صاحب التآليف الشهيرة، انظر صفوة من انتشر للشيخ الغفراني (ص:85) وقد انقرضوا الآن من فاس، ولهم بقية في مراكش انتهى. ولعل صاحب الترجمة منهم.

الشيخ الإمام العلامة المطلع الحافظ المستحضر النقاد المشارك، كانت له ملكة كبيرة في الحديث والفقه وعلوم الآلة، فهو من آخر العلماء الأثبات بمراكش.
أخذ العلم عن الشيخ محمد ابن إبراهيم السباعي الحسني شيخ الجماعة بمراكش المتوفى عام اثنين وثلاثين وثلاثمائة، والعلامة صالح السرغيني والعلامة عبد السلام السرغيني والعلامة محمد الفطواكي الضرير والعلامة أبي شعيب البهلولي والعلامة مولاي أحمد العلمي والعلامة اليزيد الروداني والحافظ أبي شعيب الدكالي رحمهم الله أجمعين وأسكنهم فسيح جنانه.
فتح رحمه الله تعالى مدرسة حرة لتدريس العلوم الشرعية بسيدي بوحربة، كما أسهم رحمه الله تعالى في تأسيس الجمعية الخيرية الإسلامية، وكان من أنشط أعضائها، وقد خصص رحمه الله بعض وقته للطبقة الشعبية التي سرعان ما استهوته وأصبحت تلازمه في كل دروسه التي تُقام بجامعة ابن يوسف، أو بمسجد حارة الصورة، أو بمسجد الشرفاء بالمواسين، وقد اكتسب رحمه الله هذه الشهرة وهذا الجمهور الكبير بسبب مواقفه الشديدة والصارمة اتجاه البدع والتنديد بالطرقيين، فدروسه رحمه الله كانت دعوة إصلاحية بُغية تنقية الأفكار وتصفية العقيدة من شوائب البدع والخرفات التي علقت بها على مر العصور والأزمان، فهو رحمه الله متشبث بأفكار شيخ الإسلام ابن تيمية وبمنهج الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب في الدعوة والإصلاح. وكان رحمه الله يدعو إلى القبض في الصلاة بعد أن كان جل المغاربة يسدلون، ويمنع الذكر الذي يُقال وراء الجنائز، وغير ذلك من المواقف التي خلقت له خصوما في الدعوة حيث اشتد الصراع بينه وبين كثير من خصومه الذين كثيرا ما كان يتراشق معهم العبارات على المنابر، فهو لا يخشى في الله لومة لائم.
وبعد صلاة العشاء من يوم الأحد ثالث رجب 1376هـ الموافق الرابع فبراير 1957م توفي الحاج احماد أكرام السوسي ثم المراكشي إثر سكتة قلبية، فنقل جثمانه إلى مركز الفحص الطبي وقد أبى المسؤولون من تسليمه إلى أهله؛ فاجتمع جمع غفير من الناس أمام مركز الفحص الطبي وصاروا يطالبون بتسليمه لهم؛ فسلم لهم بعد التهديد، وبعد ذلك شيعت جنازته في الساعة الثانية بعد ظهر يوم الاثنين الموالي وسط جمهور غفير من الناس يقدر بنحو عشرين ألف نسمة.
قال الشيخ عبد السلام بن عبد القادر بن سودة: اتصلت به لما كنت بمراكش عام اثنين وخمسين وثلاثمائة وألف واستفدت منه وحضرت بعض دروسه بجامع ابن يوسف بين العشائين لأني وجدته في تلك الآونة يدرس صحيح البخاري، فكان فيها مثال الحفظ والإتقان والاستحضار، رحمه الله رحمة واسعة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انظر سل النصال للنضال بالأشياخ وأهل الكمال، وإتحاف المطالع بوفيات القرن الثالث عشر والرابع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *