الشيخ محمد تقي الدين الهلالي*

موقفه من الجهمية:

قال محمد تقي الدين: لقد من الله علي وأعانني على ختم هذا القسم، وأسأله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، وبمحبتنا واتباعنا لحبيبه وخليله محمد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، أن يعينني على القسم الثالث، ويجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، ولما كنت أنقل كلام الأئمة كنت أمر بأشعار في الرد على المقلدين وذم طريقتهم ومدح اتباع الكتاب والسنة، فرأيت أن أؤخرها وأجعلها خاتمة لهذا القسم يستمتع بها من حبب الله له الإتباع وكره إليه التقليد، وهذه هي وأول ما أبدأ به القصيدة المقصورة نظمتها في مصر سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف للهجرة مما جاء فيها:

تركت الطريق طريق الجفا
وسنته وكتاب الإله
وأتباعهم أينما وجدوا
سواء ذوو الشرق أم غربنا
وليس يجوز بمذهبنا اتـ
ولسنا نؤول لفظ الحديـ
فما هلك الناس إلا بما

وأقبلت أتبع المصطفى
وأصحابه أنجم الاهتدا
سواء نأى عصرهم أم دنا
وأهل الخيام وأهل القرى
ـباع لغير فدع من هذى
ـث والذكر إلا بما قد أتى
تؤوله زمرة الاعتدا

 موقفه من أهل الكلام:

دع الكلام فما فيه سوى الخطل
فهو شر ابتداع جاء بالخلل

وانبذ مجالسه تحفظ من العلل
وخل سمعك عن بلوى أخي جدل

 قال رحمه الله: وفي الصحيح من حديث قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه» وأخرجه أبو أحمد العسال في كتاب المعرفة بإسناد قوي عن ثابت عن أنس وفيه: «فآتي باب الجنة فيفتح لي، فآتي ربي تبارك وتعالى وهو على كرسيه أو سريره فأخر له ساجدا» وذكر الحديث.

– قال محمد تقي الدين: وهذا الحديث أيضا صريح في أن الله فوق عرشه، اللهم اشهد علينا بأننا آمنا به، فيا ويل من كذب به وأنكر معناه.
– قال محمد تقي الدين: في هذا الحديث -يعني حديث الجارية- السؤال عن الله تعالى بـ (أين) ومنعه الخوارج وسائر الفرق المعطلة كالمعتزلة والمتأخرين من الأشعرية، وزعموا أن من سأل عن الله بأين فهو مجسم واختلفوا في كفره وفسقه ومعصيته، فيلزمهم نسبة ذلك إلى نبي الله الذي جاءنا بالإيمان، فقبح الله علما يفضي إلى مثل هذا، وفيه -إقرار النبي عليه الصلاة والسلام- بأن الله في السماء وأنكرته المعطلة واختلفوا في كفر معتقده، فيا ويلهم ماذا جنوا على أنفسهم بسبب جهلهم وعمى بصائرهم فنعوذ بالله من الخذلان.
وفاته
في يوم الإثنين 25 شوال 1407هـ الموافق لـ 22 يونيو 1987م أصيبت الأمة الإسلامية بفاجعة ومصيبة، وهي مصيبة موت الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله وذلك بمنزله في مدينة الدار البيضاء بالمغرب. وقد شيع جنازته جمع غفير من الناس يتقدمهم علماء ومثقفون وسياسيون.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* موسوعة مواقف السلف، مقال هداية الشيخ تقي الدين الهلالي من الطريقة التيجانية، ترجمة العلامة المغربي تقي الدين الهلالي للشيخ مشهور حسن سلمان، ترجمة الشيخ في موقع رابطة أدباء الشام، موقع الشيخ العلامة محمد تقي الدين الهلالي، كما أنه من أراد المزيد فعليه بالرجوع إلى كتب الشيخ وتسجيلاته ومقالات..وغيرها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *