بعث «دوبيليي» إلى وزير الخارجية في الرسالة رقم:229، ما يلي:
“طنجة 26 أبريل 1911:
لقد وصل «بواصي» إلى «الضّْعاف» يوم 24 صباحا، ويأمل أن يصل بالقافلة إلى المحلة، لكنه أخبر بأن الكومندان «بريموند» قد غادر المعسكر يوم 22، متجها نحو «سيدي مالك بن خدة»، «اشراكة» و«بني احسن» هاجماه من الخلف، كما هاجمته «لوداية» و«اشراردة» و«اولاد جامع» من الأمام.
«احجاوة» ثارت وتأهبت في بلادها للقتال، وبذلك أصبح من الصعب على «بواصي» مواصلة الطريق، فأخذ القافلة لـ«سوق الأربعاء».
القبطان «مورو» أراد التعرف على الوضع بواسطة رسالة بعثها من القصر يوم 25، حيث بعث ليوطنا «جانيرود» مع 180 رجل إلى «سوق الأربعاء»، هذه القوة ستنضم للتي عند سي الطيب الشرقاوي على أمل أن تمنع اجتياح منشقي الغرب للقافلة من جهة الضفة اليسرى لـ«سبو»، وهو ما زاد من ضرورة الإسراع إلى السماح للكوم والمحلة في أخذ طريقها نحو العاصمة، يضيف القبطان «مورو»” ص:242.
وفي 26 أبريل 1911، بعث «دوبيليي» إلى وزير الخارجية من طنجة، الرسالة التالية رقم:242:
“الكومندان «بريموند» بعث إليّ من «اعزيب المقري» قرب «سبو»، مراسلة تحمل تاريخ 21، فيها:
أنه من الساعة السابعة صباحا إلى الرابعة والنصف مساء هوجمت المحلة من طرف 5000 شرّادي و«اولاد جامع» و«لوداية» ببسالة منقطعة النظير.
الكومندان انتظر محلة القبطان «مورو»، ومعه النقود لأداء أجور أربعة أيام أو خمسة بفارغ الصبر، كما لم يبق له بعد المعركة سوى 219000 طلقة عيار75، و35 علبة للرشاشات، و278 طلقة عيار 80.
بعد هذه التوضيحات لم يرد الكومندان استئناف طريقه نحو العاصمة، لأن خبرته أبانت له أن الميدان غير صالح والطريق سيئة، المعلومات تشير إلى أن هناك معيقات تمنع «بواصي» من السير إلى الأمام بسبب انطلاق المحلة” ص:242.
وفي مراسلة رقم 231 بتاريخ 26 أبريل 1911، بعث «دوبيليي» إلى وزير الخارجية بما يلي:
“أخبرني الكومندان «بريموند» بأنه يوم 22 أبريل مساء توصل برسالة من «منجان» مؤرخة بـ19، يأمر بسرعة تدخلنا، ولا ننتظر حتى يزداد انتقاد المخزن.
الكومندان كتب للقبطان «مورو» بأن يوقف القافلة المتوجهة للمحلة، ويحول اتجاهها نحو «راس الما»، لإمداد القوات هناك” ص:242.
وفي 27 أبريل 1911، بعث «دوبيليي» إلى وزير الخارجية برسالة رقم:234 من طنجة، جاء بها:
“هذا هو نص مراسلة مفوضية الدار البيضاء، المؤرخة بـ26:
الخليفة لمراني وصل يومه إلى الرباط، لقد نضّم الآن حركة من ثمانية قبائل من الأراضي المحتلة من طرفنا من أصل 16 قبيلة، ثلاث أخرى هي في الطريق، وستصل غدا الرباط، ثم ستلحق بها خمس أخرى بعد أيام.
لقد بدا التجنيد في قبائل «الحوز» بطيئا، ولم يأت إلى «الشاوية» أي متطوع من الذين أعلنوا ذلك من قبل” ص:244.
الحكومة الإنجليزية تحذر من المساس باستقلال المغرب وتغيير سياسته
بعث سفير فرنسا بلندن إلى وزير الخارجية الفرنسي رسالة رقم:245 ص:255، من لندن بتاريخ 2 ماي 1911، جاء بها:
“إن الحكومة البريطانية تنبه الحكومة الفرنسية إلى أن التحركات العسكرية التي تجريها بالمغرب كان الهدف منها كما أخبرت به الحكومة البريطانية هو حماية الأوربيين وليس تغيير السيادة المغربية أو حكومة جلالة الملك، وهو ما تطرق إليه بلاغ الخارجية البريطانية الصادر مؤخرا”.
وفي 3 ماي 1911، بعث «دوبيليي» إلى وزير الخارجية مراسلة رقم:247 ص:256، جاء بها:
“توصلت بمراسلة من «كيار» صدرت بتاريخ 28 مساء من فاس.
الكولونيل «بريموند» دخل مساء هذا اليوم إلى العاصمة، المدربون بصحة جيدة، قنصلنا أضاف بأن حصار فاس يشتد، وأن القبائل مصرة على مواصلته، التموين صار قليلا، رغم الصراع الذي دام أربعة أيام، القوات في حالة جيدة، وقد خرج نائب القنصل بفاس لاستقبال المدربين”.
وفي مراسلة لـ«دوبيليي» إلى وزير الخارجية، رقم:249، بتاريخ 4 ماي 1911 ص:257، جاء بها:
“القبطان «مورو» وقنصلنا حدثاني عن مشكلة تحريض الرميقي لفرقة من «لخلوط» ثارت وسمت شيخ الحرب، ليس هناك أية قلاقل بالناحية، أحيانا تتم بعض الهجمات على بعض الدواوير التي بقيت وفية للمخزن أو للمنشقين”.
وفي 4 ماي بعث وزير الخارجية الفرنسي إلى «دوبيليي» من باريس رسالة رقم:250، تقول:
“أرجو إخباري بسرعة حول ما إذا لم يكن هناك خطر حول القصر، وكذلك بالنسبة لتعليماتنا التي تقضي بتمركز محلة القبطان «مورو» الذي يحمي الأمن في الغرب، ويضمن انتظام المواصلات مع العاصمة”.
مبايعة مولاي الزين تربك المخطط الفرنسي
في 5 ماي 1911، بعث «دوبيليي» إلى وزير الخارجية رسالة رقم:252 ص:258، جاء بها:
“بعث لي قنصلنا بفاس البرقية التالية مؤرخة في 27 أبريل:
الكولونيل «بريموند» وصل بالأمس إلى العاصمة، المدربون في صحة وسلامة، «الكلون» هوجم منذ مغادرته «اشراردة» إلى أن وصل فاس بضراوة من كافة القبائل، «اشراكة» و«اولاد عيسى» واجهوا المخزن وجعلوا المرور إلى فاس مستحيلا، واصفين محلة «بريموند» بمحلة النصارى.
جنود المحلة بمجرد دخولهم فاس عملوا على إفساد الذخيرة وإضاعتها، محلة «الحوز» أقل تنظيما وقوة من «كلون» «بريموند»، مولاي حفيظ متشائم من تطورات الأوضاع، بعد ظهر اليوم طلب مولاي حفيظ بن غبريط وحضرت معه، فذكر بالتزامه ببعث سفيره المقري لباريس، مقترحا أن يقوم «بريموند» بعملية في «راس الما»، معتبرا أن الأمر قد يضيع منه إذا لم تأت هذه العملية بخضوع القبائل، مشددا على وجوب إسراع القوات الفرنسية في طريقها للعاصمة، بيد أن قوات القبائل تحول دون ذلك، وأرى أنه إذا لم تزل القبائل من «راس الما»، فما علينا إلا مغادرة فاس، لقد أدخلت مبايعة مولاي الزين عاملا جديدا في المسألة المغربية”.
وفي مراسلة رقم:253 ص:259، كتب «دوبيليي» إلى وزير الخارجية ما يلي:
“طنجة 5 ماي 1911، قنصلنا بفاس بعث لي بتاريخ 30 من الشهر الفارط:
بعثت إلى ليوطنا «منجان» بالتعليمات.
لقد تباحثنا مع مولاي حفيظ طويلا حول المدربين، وقد التزم بما طُلِب منه، لكننا محاصرون، ومولاي الزين المنادى به في مكناس كتب إلى القبائل اليوم بالمناداة بالجهاد، نحن نقترب من لحظات عصيبة، لا أعتقد أن قوات «الشاوية» سيكون لها أهمية في الوضع، قبائل «لحياينة» هي التي تمد المخزن بالمتطوعين، وقد هوجمت من القبائل المجاورة لها، لذلك فهي ستتراجع عن موقفها حتما، القبائل المناهضة للمخزن لا تعد ولا تحصى.
الجديد من مكناس هذا المساء هو أن مولاي الزين صرح أثناء تنصيبه، بأنه يجب على الأوربيين المقيمين بالداخل الرحيل إلى الموانئ، ويمنع عليهم السكن خارج الموانئ مستقبلا”.