أحمد بن محمد ابن الخياط الزكاري الفاسي المالكي 1252-1343هـ/1836-1925م

موقفه من صلاة الفاتح التيجانية
وردت عليه رسالة من المولى يوسف رحمه الله أيام رئاسته للمجلس العلمي لفاس جاء فيه: قد ظهر تأليف في عالم المطبوعات، منسوب للمسمى محمد النظيفي السوسي المراكشي، ذكر فيه صاحبه أن صلاة الفاتح من كلام الله القدیم، وليست من تأليف مخلوق، فهي بمنزلة القرآن، وقال فيه أیضا أنها أفضل الأذكار، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أفضل ما قلته أنا والنبيئون من قبلي لا إله إلا الله، وأمر أعزه الله الرئيس المذكور بجمع المجلس وسائر من ینتمي للعلم، وینظر الكل التأليف المذكور بإمعان، ویشيروا بما اقتضاه الشرع في النازلة في أقرب وقت ممكن..”.
ومما جاء في كلام النظيفي قوله: “ومصل على حبيبك المصطفى الكریم، بصلاة الفاتح التي هي من كلامك القدیم، تعبدا لك، وتعظيما لنبيك سيدنا ومولانا محمد، وكتب عليه ما لفظه :كلامك القدیم فهي بمنزلة القرآن، لأنها من كلام الله القدیم، وليست من تأليف مخلوق..” اهـ.
وجاء الرد: “وأجمعوا وقر الله جمعهم على أن الكلام المذكور ونظيره مما في الكتابين المذكورین وغيرهما من الكتب التي یتداولها أهل هذه الطریقة على منواله كثير، وأنه ضلال وإفك كبير،{آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ}؟ تبجحتم أیها الناس في وضع أسمائها، وتنمقتم كي یرغب سواد العامة الذین هم جل أتباعكم في مسمياته فقلتم لهم هذه جواهر، وهذه إفادة، وهذا عطر، وهذه یاقوتة، وما علمتم أنها بسبب ما فيها صارت رخيصة، لدى أهل النهى ممقوتة..
وما علم أن فيما تفوه به عداوة لكلام الله الذي لا یدانيه شيء، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، فما لقياسك أیها المتجرئ من نتيجة ولا اقتباس، وما لفضيحتك العظيمة من شك ولا التباس، وما لإشارتك التي أمرت بفهمها من معنى ولا إشارة، وما لفحش قولك من نظافة ولا طهارة، أو ما علمت أن الثواب أمر توفيقي لا یتلقى إلا من جانب المشرع الأعظم صلى الله عليه وسلم، فما صح عنه عليه الصلاة والسلام قبلناه واتبعناه، وما حدث بعده من عمل الجهلة المبطلين مثلك نبذناه ورفضناه.
وفي المعيار عن ابن الماجشون أنه سمع الإمام مالكا رضي الله عنه یقول: من أحدث في هذه الأمة شيئا لم یكن عليه سلفها فقد زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خان الرسالة، لأن الله تعالى یقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}، فما لم یكن یومئذ دینا فلا یكون اليوم دینا” اهـ..
“فبان من هذه النصوص كلها صحة ما أسلفناه من وجوب تغليظ التعزیر على هذا الرجل باجتهاد مولانا الإمام، وحسم مادة تلك المحتویة على هذه المقالات المبتدعة، التي ما أنزل الله بها من سلطان، “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ” (الأنعام93)، وبذلك قر رأیهم حفظهم الله على الحكم المذكور”.
ومن أراد الإطلاع على الفتوى كاملة فعليه الرجوع إلى وثائق المجلس العلمي بالقرويين الفتوى رقم:460، أو الحق المبين في انتصار التجانيين على علماء القرویين للسكيرج، فقد أورد نص الفتوى كاملا.
وفاته
توفي رحمه الله يوم الاثنين 12 رمضان عام 1343 الموافق 1952، ودفن بالرميلة بفاس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *