العمليات المجيدة لقواتنا!! (الجزء الأخير)

1911 كمين نانسي.مارشاند
(التكاليف ارتفعت فجأة)
أخطر الحوادث في سنة 1911 هي كالتالي:
في غرب المغرب كان الكمين الذي نصب للقبطان “نانسي” وليوطنا “مارشاند” من مصلحة الاستعلامات، فكان من الواجب اتخاذ التدابير اللازمة.
بعد المناداة بمولاي عبد الحفيظ واجه ثورة بني مطير وقبائل أخرى، قوات السلطان التي بدأت تتدرب على يد أعضاء من البعثة العسكرية الفرنسية هما: “مانجان” و”بريموند” والكومنداران “كونوا” و”كلون” في ظروف صعبة استثنائية للدفاع عن فاس ضد النواحي المتمردة الثائرة التي شددت محاصرتها للمدينة مما أدى إلى تكاثر الفرار من المحلة الحفيظية، وأصبحت الذخائر غير صالحة وحياة الأجانب أضحت صعبة.
في هذه الأثناء كانت القوات الموضوعة رهن إشارة الجنرال “موانيي” ضعيفة جدا، وكان لابد من تعزيزها لتتمكن من الذهاب إلى فاس في أبريل من نفس السنة بـ27 ألف رجل وكان عليها تأمين خط سيرها وتمنع وصول القبائل إلى البحر لتقطع عنها الطريق.
في 21 ماي تم الاستيلاء على فاس ثم مكناس وتم إخضاع القبائل التي بينهما وكذلك مولاي الزين، وبدأ وصول التموين.
القوات السلطانية
تم إنشاء مكتب الاستعلامات وتقوية دار فرنسا بفاس وبدأ تقوية القوات الشريفة بمتطوعين ليرتفع العدد من 5000 إلى 6000.
أعطت الحكومة الفرنسية للجنرال “موانيي” الأمر بالعودة نحو الشاوية، وقد بدأ ذلك في نحو 1 يوليو انطلاقا من مكناس إلى الرباط عبر زمور، حيث أنشأ في طريقه مراكز حراسة لمنع هجمات السكان عليه وهو راجع، والسماح بالتنقل والتبادل التجاري بين الرباط وفاس، وأخيرا تم إنهاء هذه العمليات بعقاب الروكي الهبة ابن ماء العينين المعادي لنا سنة 1910م بتادلة وجماعته الزرق الذي هاجم مراكش وذلك بسيدي بوعثمان من طرف الكولونيل “منجان” قرب مراكش.
الكولونيل “منجان”
بعد تعيين ليوطي مقيما عاما في فاتح يناير 1912م تمت الزيادة في عدد القوات حيث صارت 37781، وبعد أحداث فاس تم رفع القوات لتصل في فاتح يونيو 44203 منها 31677 في غرب المغرب و12526 في شرقه، وفي فاتح شتنبر بلغت 51949، وفي فاتح دجنبر بلغت 61609 منها 48690 بالغرب و12912 بالشرق.
أما ميزانية 1912م فكانت كالتالي:
133477302
وزارة الحربية: 131957302.
وزارة البحرية: 1520000.
القوات المساعدة المغربية (الـﮕـوم)
في سنة 1912م أنشأت القوات المساعدة المغربية (17000000).
في المغرب الغربي عاد الهدوء من جديد بعدما أبعد الهبة إلى سوس وأقام المسؤولون المحليون منطقة هادئة واسعة.
الحاج التهامي لـﮕـلاوي نظم حملة لإخراج الهبة من تارودانت من غير أن يكون معه في حركته أي أوربي وتم ذلك في 24 ماي كما استعاد رجال المخزن منه أكادير.
وهكذا منذ اعتزال مولاي حفيظ صارت الأمور أحسن وصارت قواتنا تدعم قواتنا الشريفة في المغرب الشرقي، حيث أعطى الجنرال ليوطي أوامره سنة 1912م بإنجاز العمليات في الضفة الغربية في ملوية، فتم الاستيلاء على تاوريرت وجرسيف، وأصبحنا على بعد 30 كلوميتر من تازة التي سيأتي يوم نحتلها بقواتنا القادمة من الشرق والغرب.
قبل شهر يونيو 1913م ومنذ سنة ونصف لم يكن يحتل الفرنسيون سوى الشاوية وكانوا عمليا محتجزين في فاس والرباط، وباحتلال عاصمة الجنوب مراكش أصبح لدينا 70 ألف كيلومتر مربع سنة 1913م، كلفت حوالي 210 مليون من النفقات، وقد تألفت القوات العاملة في هذه الفترة من 74 ألف رجل فيهم 31 ألف فرنسي والباقي من اللفيف الأجنبي وأهالي إفريقيا الشمالية والسينغال.
النتائج:
لا أريد أن أنتهي دون أن أبين السبب العميق لإعلان الحرب على المغرب أنا لست دبلوماسيا، أريد أن أضع في ذهن الفرنسيين بوضوح العوامل التي تحكمت في إنفاقنا في المغرب، الآن بعد أن تم الغزو وبدا أن المعارك انتهت من أجل ترك الفرصة للتوغل المتأني، عن طريق الدفع (ببقعة الزيت) لإتمام ذلك التوغل الاحتلالي، أعتقد أن ما أنجزنا؛ مهمة مفيدة للمغرب دون احتساب ضمان التهدئة الأمني على التخوم الجزائرية.
للتذكير فقط فإن البلاد المسلمة في إفريقيا أصبحت ملكنا وأن غليان إحداها يعتبر خطرا على الآخرين، لقد قدمنا للمغرب سلاما كان مفقودا لحد الآن، لقد دعوناهم للحضارة والتجارة في النواحي الهادئة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *