هو محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد اللكوسي الجزولي الحضيكي، أبو عبد الله: العلامة المحدث، عالم بالتراجم، من أدباء المالكية وفقهائهم، راوية سوس الأقصى، ولد سنة 1118هـ الموافق 1706 م بـ (لكوس) في المغرب الأقصى، تعلم في بلاد جزولة، ورحل في طلب هذا الشأن وجال شرقا وغربا وكاتب من لم يلقه من سوس إلى تطوان ومكناس وفاس والرباط وبجعد ومصر وزوايا سوس وغيرها بحيث يستغرب ذلك من طالع مجاميعه وفهارسه وفهارس أصحابه من أهل سوس إذ عليه مدار الإسناد في تلك البقاع، وأقام مدة في الأزهر بمصر.
أشياخه
يروي عامة عن الشهاب أحمد بن مصطفى الصباغ الإسكندري، والشهاب أحمد العماوي، وأبي الحسن الصعيدي، والمسند أبي العباس أحمد بن عبد الله الغربي الرباطي، وأبي العباس أحمد بن عبد العزيز الهلالي، وحافظ المغرب أبي العلاء إدريس بن محمد العراقي الفاسي، وأبي عبد الله جسوس، وأبي محمد صالح ابن محمد الحبيب السجلماسي الصديقي، وأبي العباس أحمد بن محمد الورزازي التطواني، وأبي عبد الله محمد بن الحسن بناني، وأبي عبد الله محمد بن الحسن الجنوي، والعارف أبي عبد الله محمد المعطي بن صالح الشرقي البجعدي، وأبي حفص الفاسي، والخطيب أبي مدين بن أحمد بن محمد الفاسي، وغيرهم من أهل سوس والجبل.
مواقفه
كان رحمه الله ورعا وقورا، شديدا على أهل البدع، قاوموه وائتمروا به؛ ونجا، وأمر باثنين منهم دخلا زاويته فقتلا.
قال عنه تلميذه الأصغر كيسي في فهرسته: كان عديم النظير في زمانه؛ ورعا ونزاهة وعلما ونباهة، له اليد الطولى في علم السير والحديث وإليه المفزغ في ذلك. شديد الاتباع للسنة في سائر أحواله حتى في لباسه وأكله وفي أنواع العبادات والعادات، سالكا مسلك ابن أبي جمرة وابن الحاج وأضرابهم، مثابرا على التعليم مكبا على المطالعة قائما على البخاري وغيره من كتب الحديث.
وقال عنه في محل آخر: كان آية من آيات الله في حفظ السير النبوية والتنقيب على أحوال الصحابة والسلف الصالح يوشح مجالسه بذلك.
تواليفه
عكف على التدريس والتأليف والنسخ، من كتبه (مناقب الحضيكي)، في تراجم شيوخه وشيوخهم وتلاميذه ومن لقيهم في أسفاره، مرتب على الحروف، لم يكتب له مقدمة ولا خاتمة ولم يسمه، وسماه بعض تلاميذه (المناقب).
له على البخاري شرح قال عبد الحي الكتاني في فهرسته: “وقفت على المجلد الأول منه بمراكش”، ومن كتبه مخطوطات كثيرة متفرقة، منها (شرح الرسالة القيروانية)، و(الرحلة الحجازية)، و(مختصر الإصابة)، و(شرح نظم العلوم الفاخرة للرسموكي)، و(حاشية على البخاري)، و(شرح بانت سعاد)، و(التعليق على سيرة الكلاعي)، و(شرح الطرفة في اصطلاح الحديث)، و(شرح الغنية لابن ناصر)، و(مجموعة إجازات أشياخه)، و(فهرسة) صغيرة، و(مجموعة في الطب)، و(شرح القصيدة الشقراطيسية)، و(حاشية على الشفاء)، و(رسالة في آداب المعلم والمتعلم)، و(طبقات علماء سوس)، و(كناشة).
وفاته:
توفي رحمه الله في ليلة السبت عند العشاء تاسع عشر ربيع الأول عام 1189هـ.
(انظر فهرس الفهـارس والأثبات ومعجم المعاجم والمسلسلات لعبد الحي الكتاني، ومناقب الحضيكي لأبي زيد عبد الرحمن بن محمد الجشتيمي، والأعلام للزركلي، وإتحاف المطالع بوفيات القرن الثالث عشر والرابع لابن سودة).