ابن الموقت محمد بن محمد المسفيوي المراكشي (1312-1369هـ/ 1894-1950 م)

قال فيه عبد السلام ابن عبد القادر ابن سودة: “هو محمد بن محمد بن عبد الله بن مبارك المسفيوي المراكشي المعروف بابن الموقت، لأن عائلته كان لها التوقيت لجامع اليوسفي بمدينة مراكش مدة، الفقيه العلامة المشارك المطلع المؤلف الشهير، الكاتب المحرر النحرير، أخذ عن عدة أشياخ ذكرهم في فهرسته التي سماها العناية الربانية في التعريف بشيوخنا من هذه الحضرة المراكشية فلا نطيل بذكرهم”.
تواليفه
من كتبه (السعادة الأبدية في التعريف بمشاهير الحضرة المراكشية)، و(المعرب عن مشاهير مدن المغرب) و(الانبساط بتلخيص الاغتباط، بتراجم أعلام الرباط) و(تاريخ المشرق والمغرب، المسمى مجموعة اليواقيت العصرية) و(الضياء المنتشر في أعيان القرن الأول إلى الرابع عشر) و(لبانة القاري من صحيح البخاري) و(الاستبصار في ذكر حوادث الأمصار – ط) مع “اليواقيت العصرية”، و(العناية الربانية في التعريف بشيوخنا في الحضرة المراكشية) و(سمير الحلك في تلخيص علم الفلك) و(الكشف والتبيان عن حال أهل الزمان) و(الرحلة المراكشية، أو مرآة المساوئ الوقتية) ثلاثة أجزاء في مجلد انتقد به بدعا وعادات.
موقفه من البدع
قال عبد السلام ابن سودة في سل النصال: “بلغني أنه في آخر عمره أنكر مشيخته بل أنكر الطرق كلها التي في المغرب”.
قال المترجم رحمه الله في حق الطائفة العيساوية:
وهذه الطائفة التعسة النحسة الشيطانية قد افترقت على عدة فرق كادت أن تكون كفرق بني إسرائيل الاثنين والسبعين، وكل حومة من أحوام مراكش بفرقة منها؛ وبيد كل منها طبل وشبابات وبنادير ورفع الأعلام، وآلاتها هذه لها أصوات بشعة تمجها الأسماع وتأباها الطباع، وتتصدع من صياحها الرؤوس خصوصا المرضى، ومهما توجهت إحدى هذه الطوائف المنحوسة لدرب من الدروب تجد النساء مصطفة بأبواب الديار وفوق السطوح تنتظر إقبالها عليها لأجل دفع الزيارة والنذور” .
إلى أن قال رحمه الله: “وأما الفاجرات فيخرجن إليهم ويخالطنهم مخالطة الزوج لزوجته، فمنهن من ترقص بين أيديهم عند زيادة ارتفاع أصوات تلك الآلات حتى تنكشف عورتها بمرأى منهم، ومنهم من يأخذ بيد من أسكره حسنها وخبل عقله وأعمى بصره وبصيرته، ويصير إذن يبزق عليها ويلحس يدها لأجل أمنها من لسع العقارب الصيفية كما يزعم، وليس مقصوده هذا بل لو وجد السبيل وساعده من كان من زمرته لأفرغ حاجته منها بين أيديهم، وربما كان ذلك سببا لوقت آخر، وربما قدم زوجها وهي على تلك الحالة فلا يتكلم معها بكلمة تغضبها لأنه كذلك يعتقد أن هذه الطائفة المجرمة من صلحاء الوقت. وغاب عن الديوث أن هذه الطائفة أقوام اتخذوا حيلا شيطانية لاقتناص الدنيا، وهم شياطين متعددة”.
ثم قال رحمه الله: “وبالجملة فكل من أعطى لهؤلاء شيئا من المال فقد أعانهم على ما هم فيه من الضلال، وذلك لا يجوز: إذ لا يجوز إعانة أهل الضلال على ضلالهم، و قبائح هؤلاء أشهر من أن تذكر”.
وفاته
توفي رحمه في التاسع عشر صفر الخير عام تسعة وستين وثلاثمائة وألف بمسقط رأسه مراكش.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“الرحلة المراكشية”، وموسوعة مواقف السلف الصالح 9/288 “سل النصال للنضال بالأشياخ وأهل الكمال” 139، إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع” 2/521، موسوعة أعلام المغرب 3248-3249، الأعلام للزركلي 7/84.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *