بقي بن مخلد الأندلسي (201-276هـ)

تصانيفه:
من تصانيفه رحمه الله التي تشهد بمكانته العلمية ورسوخ قدمه، مصنفاته النافعة منها: كتابه (المسند) وهو أشهر مصنفاته على الإطلاق، قال عنه ابن حزم: “مصنفه الكبير الذي رتبه على أسماء الصحابة رضي الله عنهم فروى فيه عن ألف وثلاثمائة صاحب ونيف، ثم رتب الحديث لكل صاحب على أسماء الفقه وأبواب الأحكام، فهو مصنف ومسند ولا أعلم هذه الرتبة لأحد قبله”.
وله مصنف في فتاوى الصحابة والتابعين فمن دونهم الذي أربى فيه على مصنف أبي بكر بن أبي شيبة وعلى مصنف عبد الرزاق ومصنف سعيد بن منصور.
وله كذلك تفسير القرآن، قال عنه ابن حزم رحمه الله: “فهو الكتاب الذي أقطع قطعا لا أستثني فيه أنه لم يؤلف في الإسلام مثله، ولا تفسير محمد بن جرير الطبري، ولا غيره”، وقال كذلك: “فصارت تواليف هذا الإمام الفاضل قواعد الإسلام لا نظير لها”.

مواقفه
قال أبو الوليد بن الفرضي في تاريخه: ملأ بقي بن مخلد الأندلس حديثا، فأنكر عليه أصحابه الأندلسيون: أحمد بن خالد ومحمد بن الحارث، وأبو زيد، ما أدخله من كتب الاختلاف، وغرائب الحديث، فأغروا به السلطان وأخافوه به، ثم إن الله أظهره عليهم، وعصمه منهم، فنشر حديثه وقرأ للناس روايته، ثم تلاه ابن وضاح، فصارت، الأندلس دار حديث وإسناد.
وقال: وكان محمد بن عبد الرحمن الأموي صاحب الأندلس محبا للعلوم عارفا، فلما دخل بقي الأندلس “بمصنف” أبي بكر بن أبي شيبة، وقرئ عليه، أنكر جماعة من أهل الرأي ما فيه من الخلاف، واستبشعوه ونشّطوا العامة عليه، ومنعوه من قراءته، فاستحضره صاحب الأندلس محمد وإياهم، وتصفح الكتاب كله جزء جزء، حتى أتى على آخره، ثم قال لخازن الكتب: هذا كتاب لا تستغني خزانتنا عنه، فانظر في نسخه لنا، ثم قال لبقي: انشر علمك، وارو ما عندك، ونهاهم أن يتعرضوا له .
وقال أسلم بن عبد العزيز: وكان بقي أول من كثر الحديث بالأندلس ونشره، وهاجم به شيوخ الأندلس، فثاروا عليه، لأنهم كان علمهم بالمسائل ومذهب مالك، وكان بقي يفتي بالأثر، فشذ عنهم شذوذا عظيما، فعقدوا عليه الشهادات، وبدعوه، ونسبوا إليه الزندقة، وأشياء نزهه الله منها، وكان بقي يقول: لقد غرست لهم بالأندلس غرسا لا يقلع إلا بخروج الدجال.

مكانته العلمية
قال الذهبي: “الإمام القدوة شيخ الإسلام.. الحافظ”.
وقال كذلك:” كان إماما مجتهدا صالحا، ربانيا صادقا مخلصا، رأسا في العلم والعمل، عديم المثل، منقطع القرين، يفتي بالأثر، ولا يقلد أحدا”.
وقال ابن الفَرضي: “ملأ بقي الأندلس حديثا ورواية”.
وقال عنه الحميدي (ت448هـ) وابن بشكوال (ت578هـ): “من حفاظ المحدثين، وأئمة الدين، والزهاد الصالحين”.
وقال الحافظ ابن كثير: “الحافظ الكبير”.
وقال كذلك:” أحد علماء الغرب”.
كما قال عنه السيوطي: “كان إماما زاهدا… بحرا في العلم مجتهدا لا يقلد أحدا بل يفتي بالأثر وهو الذي نشر الحديث بالأندلس وكثّره وليس لأحد مثل مسنده ولا تفسيره”.

وفاته:
توفي رحمه الله في جمادى الآخرة سنة 276هـ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *